مؤشرات على نجاح حجِّ هذا العام

يبدو أن الجوازات هي نجمة موسم الحج الحالي، حيث نشطت مبكراً ووضعت الخطط المحكمة لإغلاق جميع مداخل مكة المكرمة، ولم تسمح بدخول أيّ حاج إلا بتصريح الحج، وأكدت على أن من يحاول مخالفة الأنظمة والالتفاف على النظام فسوف تطبق بحقه العقوبات، ولم يكن الأمر تهديداً مع وقف التنفيذ؛ بل إنها أصدرت حوالي سبعين قراراً بحق المخالفين لتعليمات الحج منهم 52 مواطناً و15 مقيماً قاموا بنقل مخالفين لتعليمات الحج حاولوا الدخول إلى المشاعر المقدسة بدون تصريح حج.

وتجاوزت الغرامات المالية الصادرة بحقهم ثلاثة ملايين ريال ومصادرة 21 سيارة، كما أعادت نحو ستين ألف شخص من منافذ ونقاط ومراكز مداخل مكة المكرمة والمدينة المنورة لا يحملون تصاريح حج، ولم تداهن أو تجامل أو تتعاطف، بل إنها أوقفت عدداً من الأشخاص لنقلهم مواطنين ومقيمين لا يحملون تصاريح حج وتحفظت على مركباتهم! ولا ريب أن حملات الجوازات الحقيقية الموفقة لأجل منع الحج بلا تصريح سيكون لها أثر إيجابي في حج هذا العام، وستخفف من ظاهرة الافتراش السيئة التي تتسبب بإعاقة حركة المركبات والحافلات وسيارات الإسعاف فضلاً عن قلة النظافة والمظهر غير الحضاري.

وإن كان موسم الحج الحالي لم ينته؛ إلا أن المؤشرات تدل على نجاح مأمول له، برغم التحديات والصعوبات التي تواجه المسؤولين عنه لاسيما في ظل حجم المشروعات الجبّارة التي تنفذها الحكومة حالياً في مكة والمشاعر المقدسة، وتهديد فيروسي كورونا وإيبولا.

ولاشك أن الاتفاق على قرار خفض أعداد حجاج الخارج 20%، والداخل50%، هو قرار حكيم يمنح المملكة الفرصة لتقديم خدمة مناسبة لضيوف الرحمن الذين قد لا يتمكن معظمهم من الحج إلا مرة في العمر، وهو ما ينبغي الالتفات له والاهتمام به والحرص على نقل صورة جميلة عن السعوديين وما يتحلون به من قيم وأخلاق رفيعة لاسيما مقدمي الخدمة من مدنيين وعسكريين ومتطوعين، والمحافظة على شرف المهنة وقدسية المكان والزمان واختصاص الله سبحانه وتعالى بلادنا دون غيرها لخدمة ضيوفه.

ما يجدر الحديث عنه هو ضرورة إعادة النظر في ضيافات ومخيمات الوزارات وبعض الإدارات العسكرية التي تستحوذ على مساحات واسعة في مشعر منى وتستضيف مواطنين على حسابها وتقدم لهم خدمات راقية مجانية، وهو ما يكلف الحكومة مبالغ طائلة، ويتسبب بالتضييق على الحجيج ويتطلب كوادر بشرية تضيف أعباءً دون الحاجة الملحة لها.