فاصلة :
((سأل رجل رسول الله : أي الإسلام خير؟ قال: {تطعم الطعام، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف}))
- حديث شريف -
في موقع «تويتر» يضع بعض المغردين صوراً لافتة لاحترام الغرب لشعيرة الحج، فعلى سبيل المثال وُضعت لافتة في مطار «مانشستر» تشير إلى بوابة خُصصت للحاج ولتغيير ملابس الإحرام ، وفي الصين حيث الحكومة شيوعية والديانة بوذية أشار الزميل «محمد الحمزة» إلى صورة لمكان خُصص للصلاة في معرض «كانتون» التجاري بمدينة «جوانزو».
لم تلفت نظري هذه الإشارات إلى تقبل الغرب للإسلام، فمن المعروف أنّ هناك تقبل وهناك عداء لكي نكون منصفين في قراءة الواقع، لكن السؤال ما الفائدة من تركيزنا على عدائهم للدين الإسلامي؟
وأولئك الذين يخصصون حساباتهم في «تويتر» للتركيز على اضطهاد المسلمين ماذا فعلوا لتخليصهم من الاضطهاد؟!!
بينما هم يضرون البسطاء وعامة الناس حين يحرضونهم ضمنياً على الكراهية والعداء للآخر في ظل دين يدعو للتسامح وتقبُّل الآخر.
اضطهاد المسلمين في أجزاء من العالم له أسباب عدة، يمكن أن تكون سياسية، فلماذا يركز البعض على جعلها دينية ليستثير عاطفة البسطاء؟
الخطاب العاطفي المشحون بالعنف يخلق مشاعر سلبية تسيطر على الإنسان نفسه قبل أن ينشرها حوله، وتركيزه على أي من مشاهد العنف حوله في العالم تجعله في صراع حتى مع نفسه.
لذلك أتأمّل في دعوة الرسول «ص» إلى إفشاء السلام فهي ليست مجرد دعوة لإلقاء التحية وإنما هي دعوة لإشاعة السلام في أعمق معانيه، والذي لا يعيش بأمان مع نفسه من الصعب أن يلقي السلام على من يعرف ولا يعرف.
إفشاء السلام بمعناه الحقيقي يتمثل في مجتمعات غير إسلامية، وذلك لإدراكهم أهمية وجود السلام في عالمهم، بينما في المجتمعات الإسلامية يستخدم دين السلام لإشاعة العنف والمشاعر السلبية.
الدين لا يمكن أن يكون وسيلة لإثارة أي مشاعر سلبية هو تشريع الله لراحة الناس في حياتهم الدنيا والآخرة.