فاصلة: {قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ} (57) سورة الأنعام.
اعتدنا الحكم على الآخرين حتى لم نعد ننتبه إلى أننا نمارس ما ليس من واجباتنا والأخطر حين يغلف الحكم على الآخرين بغلاف الدين.
من نحن حتى نحكم على الآخرين، نشق عن قلوبهم ونعرف نواياهم التي لا يعلمها إلا الله؟
إشكالية كبرى نعيشها في تعاملاتنا مع الآخرين حتى أولئك المقربين منا حين ننصب أنفسنا قضاة.
في ديننا لا يوجد ما يدعو للحكم على الآخرين بل إن عددا كثيرا من الآيات القرآنية تؤكد أن الحكم إلا لله
وحين شرع الإسلام التقاضي وضع شروطاً لتأهيل القاضي للحكم بين الناس ومحاذير له حتى يحكم بالعدل.
فكيف تحولنا إلى قضاة دون تأهيل وكيف تحولنا إلى محكمة سطحية نصدر من خلالها الأحكام على الآخرين؟
أي متعة في أن تجزم بأن الآخر هو ما نظن وأنه على خطأ ونحن على صواب ونضع تصرفاته وسلوكياته تحت المجهر لندلل على صدق ظنوننا رغم سوئها.
ما المتعة التي نحصل عليها من التركيز على الآخرين دون النظر في أنفسنا!!
في «تويتر» الذي أعتبره نافذة على الحياة يمكن بسهولة أن ترى كيف يحكم الناس فيه على بعضهم البعض بالاعتماد على نص لا يزيد على 140 حرفا يجدها البعض كافية في تقديره لإصدار الحكم على غيره.
ومن المؤلم أنك حين تحاول على التعرف على حسابات هؤلاء الممارسين للحكم على الناس تجدهم يكررون آيات الله الكريمة وأحاديث نبيه الشريفة!!
إذن أين الخلل؟
إنه في عدم تدبرنا لعمق النصوص الدينية وعدم استشعارنا لعظمة التسامح في هذا الدين الذي كفل للإنسان حقه في التمتع بالحرية المسؤولة بينما يبادر البعض إلى انتزاعها منه وينصب نفسه حكما على حياته.
ترك الناس في شأنهم نعمة لا يشعر بها إلا من ترك الحكم على الآخرين لله.