عندما نرصد حركة التصريحات الصحفية والتلفزيونية فيما يتعلق بتوظيف الخريجين، سنجد أن المشكلة التي يتحدث عنها الجميع بحرقة شديدة، غير موجودة على أرض الواقع. وذلك لأن وزارة العمل تتباهى كل يوم ببرامجها الرائدة على مستوى العالم، وتتباهى بأنها كانت وراء القضاء على مشكلة البطالة بشكل سحري، يجب أن يُدرَس في جامعات طوكيو وبكين وبرلين وباريس وموسكو وسيدني.
كما أن الوزارات التي تتعامل مع المقاولين، مثل وزارة النقل وزارة الشئون البلدية والقروية ووزارة المياه والكهرباء، تتباهى بالشركات والمؤسسات الوطنية، وتعتبرها مثالاً في توظيف الخريجين الحاصلين على الدبلوم أو البكالوريوس.
إذاً، أين تكمن أزمة البطالة المرتفعة لدى أوساط شبابنا وشاباتنا، وهل هي أزمة فعلاً، أم أنها مجرد كذبة يتشدق بها هؤلاء الكسالى، الذين يريدون أن يتقاضوا أعلى الرواتب، وهم ينامون في بيوتهم حتى ساعات العصر؟!
هذا هو السؤال الأزلي.
مدير عربي يعمل في شركة من أهم الشركات التي تشيّد الطرق، بعد أن أُسقط في يده، ولم يجد أي عذر لرفض الخريج السعودي، فهو يحمل الشهادة المطلوبة والخبرة المطلوبة واللغة الإنجليزية المطلوبة، قال له:
- أنتم السعوديين بتحكوا مع أهاليكم كتير.
- يعني؟!
- الله معك!
هذا هو جواب السؤال يا أصحاب التصريحات الرنانة. جوابٌ تجهلونه، لأنكم لا تخرجون من مكاتبكم لأرض الواقع.