أخبار طيبة.. ولكن!!

يقول الدكتور محمد السويل رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أن المملكة حققت تقدماً في مجال العلوم والتقنية والابتكار بنسبة 140 بالمائة خلال الأعوام الخمسة الماضية وذلك وفق مقاييس علمية متعارف عليها. وقد ارتفع معدل النشر العلمي للدراسات والأبحاث ومعدل تسجيل براءات الاختراع، وواصلت المملكة مسيرتها في طريق التحول إلى مجتمع المعرفة.

يتزامن ذلك مع تحقيق بعض الجامعات السعودية مواقع طيبة في تصنيف كيو إس 2014-2015 لجامعات العالم QS World University Rankings 2014-15 حيث حصلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على ترتيب رقم 225 بين جامعات العالم، وحققت جامعة الملك سعود الترتيب رقم 249، وجامعة الملك عبدالعزيز الترتيب رقم 334. ولم تحقق أي جامعة عربية أخرى مثل هذه المراكز.

من المؤكد أن الطموحات كبيرة، وكلما قطعنا شوطاً في مسيرة التقدم العلمي والتعليمي زادت طموحاتنا، لكن المؤكد أيضاً أن حداثة تجربتنا في مجال التعليم الجامعي ومراكز الأبحاث بالمقارنة مع دول عربية سبقتنا في تأسيس الجامعات والمراكز البحثية وتفوُّق جامعاتنا عليها بمقاييس التصنيف العالمي يدل على أن ما تحقق لدينا يبشر بالخير إذا ما كرسنا الجهود لمواصلة المسيرة وتطوير تعليمنا العالي، وقبل ذلك تطوير التعليم العام الذي هو مرتكز التعليم العالي.

ومع ذلك لا بد من الاعتراف بأن العقبات التي تعترض مسيرتنا التنموية كثيرة، وبعضها يبعث على الإحباط وهي غير مبررة على الإطلاق، وخاصة تلك العقبات التي تطرقت لها الخطط التنموية المتعاقبة منذ الخطة الخمسية الأولى التي أعلنتها الدولة في مطلع عقد السبعينيات من القرن الميلادي الماضي وجعلت القضاء عليها في مقدمة أهداف واستراتيجيات خطط التنمية ومع ذلك ما زالت قائمة، بل إن بعضها -للأسف- قد تفاقم!

أتمنى أن تكون الإنجازات النسبية التي تحققت في مجال التعليم العالي والبحوث في السنوات الأخيرة دافعاً لبذل المزيد من الجهود وأن تتراكم وتصبح قاطرة لدفع التنمية في بلادنا إلى الأمام والقضاء على جميع المعوقات التي ما زالت تعترض مسيرتنا التنموية، وأتمنى أيضاً ألاَّ نركن إلى ما تحقق حتى الآن في مجال التعليم العالي فما زال الطريق طويلاً لكي نصبح في مقدمة الصفوف في ترتيب الجامعات العالمية وفيما ننجزه من بحوث ودراسات ذات ريادة وأصالة.