يثار بين فينة وأخرى موضوع البحث العلمي، ويكتب عنه من زوايا مختلفة، متنوعة، ولا تقتصر الكتابة عنه في دوريات علمية بل أصبح مادة للكتابة الصحفية أيضاً وهذا يعني أن هناك اهتماماً بهذا الموضوع على مستوى واسع وأن هناك رغبة في التعرف على وضعه ومكانته داخل المملكة.
ولعلي أخمن أن هناك دراسات تجرى من حين إلى آخر داخل الجامعات عن هذا الموضوع، وقد تكون هناك ندوات أو حلقات نقاش أجريت في الماضي البعيد والقريب عنه.
ولكن ما أعرفه جيداً أن أحداً لم يتوصل إلى رؤية حاسمة وقاطعة عن البحث العلمي في المملكة العربية السعودية.
واليوم مع تمدد مؤسسات البحث العلمي وانتشارها فهي موجودة في الجامعات وفي المؤسسات العلمية وفي بعض الوزارات وفي المراكز المستقلة وهي قليلة.
وهذا الانتشار اليوم يجعلنا على ثقة تامة عن أن الحديث عن البحث العلمي لا يمكن أن يكون واضحاً ما لم تجرى دراسة علمية شمولية عن هذا الموضوع تستقصي:
أولاً: الجهات البحثية.
ثانياً: اتجاهات البحث في المجالين الإنساني والتطبيقي.
ثالثاً: الإنفاق العام على البحث العلمي.
رابعاً: مخرجات الدراسات والبحوث ومدى الاستفادة منها.
المؤكد أن أي جهة تعطي ناتجاً أو دلالات حاسمة في هذا الموضوع ستكون غير دقيقة فيما تقدمه ومن هنا فإن الواجب يتطلب الإسراع في وضع الدراسة الشمولية عن البحث العلمي في المملكة على أن تكون من جهة محايدة غير منتمية إلى مؤسسة، وزارة حكومية. وإن كان من المهم أن تكون ميزانية هذه الدراسة مقدمة من الدولة نفسها، ولا أعرف كيف تكون هذه الآلية، ولا الجهة التي يمكن أن تتولى ذلك. ولكن ما أعرفه أن الحاجة ملحة والمضي دون معرفة لواقع وحقيقة البحث العلمي في المملكة سيكون مضراً وفيه هدر كبير للمال.