لا شك أن تحالف دول العالم ضد التنظيمات الإرهابية كالقاعدة والنصرة وداعش يبعث على الاطمئنان، وإلا فإن العالم سيتحول إلى غابة تعمها الفوضى وستضعف شوكة الإسلام المعتدل الذي يتزايد عدد الداخلين فيه في كل دول العالم.
يحاول في هذه المرحلة الدقيقة بعض المحرضين إثارة البلبلة وذلك بالتنديد بهذا التحالف والحديث عن الكفار وموالاتهم ويتناسون منهج الرسول صلوات الله وسلامه عليه في الاستعانة بالمخالف من أجل تحقيق مكاسب لبلاد الإسلام وحفظ أمنها.
ومن ذلك كثير هذا بعضه:
1- في صلح الحديبية كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد بعث أثناء توجهه إلى مكة عندما كان بذي الحليفة عينًا له من قبيلة خزاعة اسمه بشر بن أبي سفيان ليأتيه بخبر أهل مكة، وبشر بن أبي سفيان كان مشركًا من قبيلة خزاعة، وفي هذا تأكيد لجواز الاستعانة بالمشركين، عند الطمأنينة إليهم.
2- وقد شارك في معركة أحد مع المسلمين مخريق بن ثعلبة اليهودي عقيدة وديانة العربي نسبًا وعرقًا، وكان قتاله تنفيذًا للمعاهدة المبرمة بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين اليهود، فدعا اليهود إلى حمل السلاح مع المسلمين فقالوا اليوم يوم السبت، فأخذ سلاحه ولحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقاتل حتى قتل، وقال إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء وكان له سبعة بساتين وقد جعلها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوقافًا بالمدينة.
إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد استعان بيهود بني قينقاع وقسم لهم، واستعان بصفوان بن أمية في يوم حنين (قبل إسلامه) فدل ذلك على الجواز وغيرها كثير..
إن المحرضين الخاملين لا يقرأون ولا يطلعون كي يفهموا، بل هم لا ينفكون عن ذكر موقف أمريكا من فلسطين وغزة، يقولون قولهم هذا وهم يتقلبون في فرشهم الوثيرة، تتحرّك أموالهم في المصارف والبورصات العالمية، لا يعرفون جهاداً أو حدوداً أو ثغوراً أو حماية أو دفاعاً، لا يفقهون في الدنيا سوى مخالفة الدولة في كل قراراتها وهم يتقلبون في النعيم لا شغل ولا عمل، يستفيدون من استقرار البلد في نمو أموالهم غير أنهم لا يكفون عن رمي الكلام على عواهنه والتشكيك في مواقف مشهودة أظهرنا فيها إخلاصاً لقضية فلسطين أكثر من إخلاص أهلها، ولم نبخل لا بالمال ولا بالسلاح ولا بالمبادرات ولا بالقرارات ولا بالمواقف، كنا ولا نزال مع الحل السلمي والعمل السياسي الذي يحقن الدماء ويحفظ الأرواح ويحقق المكاسب على المدى الطويل.
داعش والنصرة والقاعدة والإخوان مجرد مسميات لخوارج هذا الزمان، كلها زمرة تستحق القتل جزاء تشويهها للإسلام واستباحتها لدماء الأبرياء في كل زمان و مكان.