على سريرها في العناية المركزة
تسأل الأم عن ابنها، وتستغرب مرور أسبوعين على آخر زيارة رأته فيها.
تستحلف بألم ابنتها:
«اتصلي في أخوك شوفي وينه؟»
- اتصلت جواله مغلق يا أمي هو قايل بيكشت ويطول..
بين العبرات يحاول الإخوة والأخوات أن يتماسكوا عند سرير أمهم وهي تغالب الألم والشوق لابنها الذي افتقدته.
خرج أبو... القصيمي إلى بلاد الشام وانضم لداعش وتزوج بفتاة سورية من حور الدنيا
(يتصبر بها) إلى أن تأتيه حور الآخرة.
صلى بالناس وخطب بهم وأعجب بنفسه فقد خيل إليه طيشه أنه والي بلاد الشام.
راسل أصدقاءه وأقاربه على النت، طلب منهم أن يشاهدوه في اليوتيوب وهو يؤم الناس ويصلي ويخطب بهم.. حدثهم حديث خاص عن بساتين الفواكه والماء والخضرة والوجه الحسن..
سافر إليه صاحبه ابن الأسرة المكلومة بفقد الأب ومرض الأم.. ترك ابن وبنت وزوجة وغادر إلى المجهول، ظنا منه أنه سيلحق بصاحبه، ماعلم أن صاحبه اعتقل من قبل جيش بشار، سارعت حور الدنيا للاتصال بأهله وأبلغتهم.
وصل سوريا ولم يجد أحدا أمامه سوى الخراب والموت والمصير المجهول.
ونقطة اللا تراجع حيث تحرق داعش جوازات السفر حتى لا تترك للشباب مجالا للتراجع
الذي يذهب لا يعود...
الذي يذهب لا يعود
تذكروا ذلك جيدا وأنتم تتحدثون مع أبنائكم عن داعش. وعن إرهابها وعنفها وفكرها الهمجي الضال.