مع إشراقة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية بدأت تشكيلات الصقور السعودية مهامها الوطنية في ضرب مواقع الإرهابيين الدواعش في المناطق الواقعة بين العراق وسوريا. بشائر فرح سرت بين المواطنين بقرب القضاء على تنظيم الخوارج الارهابي «داعش « والذي رافق ظهوره الأول عمليات وحشية لحز الرؤوس والتمثيل بالجثث في مناظر مقززة ومنفرة تأباها العقول السليمة ولا يقرها دين ولا عرف ناهيك أن يكون لهذا التنظيم المشبوه أي علاقة بدين الإسلام دين العدل والتسامح والتعاطف والمحبة والأخوة.
الطلعات الأولى والضربات المباغتة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك الاحترافية والجاهزية العالية للقوات المسلحة السعودية، والكفاءة الفائقة للقوات الجوية، ويكفي أن نعرف أن الطيران الحربي السعودي يأتي في المقدمة إذا تحدثنا عن تشكيلات القوات الجوية في منطقة الشرق الأوسط. هذا ليس كلاما أو تعبيرا إنشائيا وإنما تسنده الأدلة والشواهد المستنبطة من الأحداث منذ حرب الوديعة وحربي الخليج الأولى والثانية. ظلت القوات السعودية بجاهزيتها وقدراتها الفائقة تبث الاطمئنان في النفوس وترعب الأعداء. يوم الثلاثاء تأكدت شجاعة الطيارين السعوديين أكثر حين قاموا بعد تسديد الضربة الأولى بنشر صورهم غير مبالين بتهديدات الجماعات الإرهابية الداعشية والقاعدية.
المفارقة اللافتة أن شيوخ التحريض ودعاة الفتنة ظلوا يحرضون الشباب للتوجه الفوري لجبهات القتال في حين ينهون أبنائهم عن المجازفة مفضلين بقائهم بجانبهم ينعمون بالنوم الهادي والأكل اللذيذ بينما قادة هذه البلاد منذ عهد الملك عبدالعزيز يرحمه الله يرسلون أبناءهم في مقدمة الصفوف دون خوف أو رهبة وقد سطر في مداد التاريخ قيادة الملك فيصل يرحمه الله الجيوش في حرب اليمن، ومشاركة الطيار المبدع صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز يحفظه الله سلاح الجو في حرب الوديعة، وقيادة الأمير خالد بن سلطان للقوات المشتركة في حرب الخليج الأولى عدا انخراط كثير من أبناء الأسرة المالكة في مختلف قطاعات القوات المسلحة السعودية، وفي طلعات الصقور السعوديين كان من ضمن الطيارين الأبطال أبن ولي العهد الأمير الطيار خالد بن سلمان بن عبدالعزيز بما يعبر عن إيمان قيادة هذه البلاد بمشاركة الجميع لا فرق بين أمير وغيره بل كلهم جميعا أبناء بلد واحد في مواجهة الإرهاب العدو اللدود.
المملكة العربية السعودية اصطلت بنار الإرهاب منذ أول تفجير حدث على أرضها، ودعا خادم الحرمين الشريفين كافة دول العالم للقيام بأدوارها قبل أن يصل ارهابيو داعش وغيرهم من جماعات الإرهاب لأوربا وأمريكا فقد دربوا على القتل وسفك الدماء والتخريب، ما يدل على أن الحرب على الإرهاب بعامة وعلى داعش خاصة واجب كل دول العالم المحبة للسلام والاستقرار من أجل التنمية والبناء، وأن موقف الدين الإسلامي الذي وضحته القيادة السعودية وكبار العلماء صريح في نبذ الإرهاب، وأن جماعات داعش والقاعدة والنصرة جماعات خارجية لا علاقة لأفعالها بالدين فالإسلام دين سلام لا إرهاب وقتل وتعذيب.
المملكة ستستمر بإذن الله في حربها على جماعات الإرهاب المتطرفة حماية لأمنها واستقرارها فهل يريد بعض السذج أن تنتظر حتى يتعرض أمنها واستقرارها للخطر؟ في النتائج الأولية للضربات الجوية مبشرات بزوال نبتة داعش الخبيثة بإذن الله وكافة الجماعات الإرهابية المهددة للأمن والسلام.