السؤال الأهم: هل نجحنا في الإجابة على (السؤال أعلاها) في مناهجنا التعليمية؟ أو في تربيتنا الأسرية؟ أو في رسائلنا الإعلامية؟!.
أن تكون مواطناً صالحاً، لا يعني أن تكون (مواطناً غنياً) تبرعاتك وأعمالك تملأ الآفاق، أو (مسؤولاً كبيراً) ساهمت بقراراتك وأعمالك في حياة الناس، أو (رجل أعمال) يُشار إليه بالبنان، ولا يجب ألا يكون لديك (أخطاء)، فالوطن للجميع، للابن الصالح، والابن التائب، والعامل البسيط، لاشك أن (المواطن النموذج) مطلب، ولكن - تلك قصة مُلهمة - لتربية صحيحة، وفهم صحيح، وسلوك سليم!.
بعد غدٍ سنعبّر كُلنا عن حبنا (لوطننا) كل على طريقته الخاصة، الأهم أننا متوحدون تحت (راية واحدة)، و(قيادة واحدة)، في (وطن واحد)، يجمعنا (الحب) لهذا الكيان، والخوف على أمنه، ووحدته، أنا متأكد أن هناك من بين (الفرحين)، (عاطلين) عن العمل،
و(مستأجرين) لا يملكون مساكن أو منازل أو قطع أراضي، وأبناء أو أقرباء (مرضى) لم يجدوا سريراً لعلاج أقربائهم بعد، وغيرهم كثيرون ممن لديهم (حاجات ومطالب) عجز عن تلبيتها مسؤول أو وزارة، ولكنهم مسرورون خرجوا (متوحدين)!.
الصورة في يوم الوطن (مُذهلة)، توحد فريد من نوعه، (الغني والفقير) في شارع واحد، أطفالهم يهتفون بصوت واحد، للتعبير عن فرحتهم (بالوطن) و(وبقيادته المُباركة)، فلسفة سعودية خاصة، يعجز أن يفهمها الآخرون؟!.
يجب أن نذكر أبناءنا أن حب الوطن لا يعني فقط حمل (العلم) والشارة الخضراء، بل حب الوطن عقيدة ودين، أكبر واسمى بكثير من فرحة يوم، حب الوطن يعني الإخلاص له، والخوف على أمنه، والحفاظ على وحدته، ومكتسباته، وعدم السماح بتخريبها، والعمل لغدٍ أفضل، والحذر من الانجراف خلف الدعوات الضالة، والأفكار المسمومة، حب الوطن يعني العمل من أجله بإخلاص في كل الظروف!.
كيف أكون (مواطناً صالحاً)؟! سؤال يجب أن تضمن إجابته ألا يتحول أبناءنا إلى (معول هدم)، أو (أداة) لتمزيق مجتمعهم، رغم (حبهم لوطنهم)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.