أكبر غلطة يرتكبها السعودي الذي يعمل في (القطاع الخاص) غالباً، أنه لا يعرف كيف يستقيل من عمله، فالغالب أنها نتاج تصرف (عاطفي مُتعجل)!.
فمثلاً قد يقرر السعودي (الاستقالة) من عمله (فجأة) عند الساعة 11 صباحاً، ثم يغادره نهائياً بعد 30 دقيقة دون اكتراث لمستقبل (عمله)، أو مصير التزاماته الوظيفية، وهذا ما قد يشوه صورة السعودي، ويترك استفهامات عدة حول جديته، وبالتأكيد يستغل آخرون مثل هذه الأخطاء القاتلة لتعزيز (الصورة النمطية) الخاطئة عنا!.
الفرق بين (الأمريكي)، و(الياباني)، و(السعودي) في العمل، أن (الأول) يحب أن يرى نفسه (ناجحاً) بشكل مستقل، وبمهاراته الخاصة، ليكسب هو (شخصياً) الأجر الأكبر، لذا هو حريص على ترك سجل أبيض خلفه (دائماً) لأنه يعلم أنه سيكسب في النهاية!.
بينما (الثاني) يفضل دائماً النجاح ضمن (مجموعة) أو (فريق عمل)، ليكسب الفريق بالكامل، ونادراً ما يُقدم الياباني - استقالة فردية - من عمله، لذا نرى أن الأنهيار دائماً يتم لمجموعة أو شركة عملاقة نتيجة (قرار جماعي)!.
أما (نحن) فتائهون في الغالب، في بداية العمل نتنازل عن كل شيء، وندفع من (جيوبنا) لينجح العمل، ونعطي ثم نعطي، وفجأة نقرر المغادرة لسبب غير واضح، نتيجة (مشكلة) يمكن علاجها بالتدريج عقب التعبير عن موقفنا، والاعتراض النظامي عليها، لنخسر في النهاية الوظيفة، وما قدمناه، ونترك خلفنا (سجل مشوه) مليء بعلامات الاستفهام؟ لمن نتقدم لهم لاحقاً؟!.
نُشر عن أحد (الدبلوماسيين العرب): أنه تفاجأ لأن (العاملين اليابانيين) في أحد المصانع يضعون (شارة بيضاء)، بينما هم منغمسون في العمل بشكل منتظم وجاد، وعندما سأل عن السر؟! قيل له إنهم في خلاف مع صاحب المصنع، ومضربون عن العمل، وسيستقيلون بعد انتهاء - المهلة - المتفق عليها، ولكنهم يحترمون مكان رزقهم، ويقدرون مصنعهم، لذا لا يودون رؤيته متوقفاً (الآن)!!.
ثقافة العمل لدينا، لاتزال إجابة: (في دعثور ما يثور) تشكلها بمجرد سؤالك سعودي عن (وظيفته السابقة)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.