ما هي ردة فعلك لو اتصل بك أحدهم (فجأة) وقال لك : افزع لي أنا في (غرفة الولادة )؟!.
مع التقدير لصاحب مقولة (معايا زميل) الشهيرة، هذا ما حدث مع أحد الزملاء، حاولت أن أستوعب الأمر، بعدما نفثت عن شمالي (ثلاثاً)، وفهمت منه أنه أدخل زوجته إلى المستشفى في أول (تجربة ولادة)، ولا يعرف ماذا يصنع؟ وصلته (فزاعاً) وهذا لا يعني بالضرورة أنني سأكرر (الفزعة) مع أي زميل مجدداً!!.
تفاجأت بمنظر الأزواج والآباء (الجُدد) في استراحة قسم الولادة، فهم ما بين مُرتعب خائف لا يعرف ماذا يصنع، وما بين مصدوم من الموقف يؤنب نفسه، وهو يقلم (أظافره) بأسنانه على طريقة (أنا السبب.. أنا السبب)!!.
وبحكم الخبرة والرومانسية (السعودية)، فإن المُتبع في مثل هذه الحالات هو - الانسحاب التكتيكي - بترك الزوجة في (غرفة الولادة) متوكلة على الله لوحدها، بعد تسجيل رقم الهاتف لأي طارئ، وعدم إخبار أحداً بالأمر، كي لا تتعسر العملية من (عيون المشافيح)!!.
لاحقاً علم (الأب) أن الأمور تمام، وأن زوجته أنجبت طفلاً جميلاً، وهما بصحة جيداً، فجأة تركني أدفع فاتورة (5 أكواب قهوة) أرتشفها وهو ينتظر (ولادة زوجته) في المقهى المجاور للمستشفى!!.
الخبراء النفسانيون، يقولون إن تواجد الزوج في (غرفة الولادة) بجانب زوجته، خطوة عظيمة لها أثر كبير في حياتهما، وهو ما يمنح العلاقة الزوجية رومانسية - طويلة المدى - ويحميها من أي مشاكل مستقبلية، وكم تمنيت أن يكون أمام غرف الولادة في مستشفياتنا مثل هذه الإرشادات للآباء، بدلاً من لوحات (ممنوع الوقوف أو الانتظار، لا داعي للانتظار، عزيزي الأب يمكنك المتابعة عبر تحويلة قسم الولادة، عزيزي الزوج لا فائدة من بقائك.. الخ)! .
في الولايات المتحدة الأمريكية قام الزوج (كوري لين) بإيصال زوجته الأسبوع الماضي لمستشفى الولادة، ولكنها ولدت طفلها في منتصف الطريق، فما كان من الزوج إلا (تصوير) اللحظة التاريخية والرومانسية - بخروج ابنه للحياة - بينما زوجته تصرخ (وصلني للمستشفى.. يا لين) وفي بعض اللحظات تقول: (يا لعين)!!.
أقسام الولادة في مستشفياتنا يجب أن تساعد الأزواج السعوديين على (الرومانسية) في هذه اللحظات، بدلاً من طردهم!!.
وعلى دروب الخير نلتقي.