لست ممن يرمي بالكرة في بئر الوطنية.. لكنني لا أتجاهل كلمة السعودي مقترنة بلفظة الهلال هذه الليلة.. انتظار.. وحذر.. وترقب مقلة.. عين على أمجاد سابقة تليدة..
وعين على عين إماراتية.. دمعها لن يكون عصياً متى أرادت الكتيبة الهلالية.. دمعها حتماً لو حدث فسيكون مهر البطولة الآسيوية.. وحاجبها زعيم اشتاق لبطولته التي خاصمته منذ الألفية.. بين اللقب.. خطوة.. وأخرى.. ومباراة نهائية.. تسعون دقيقة هنا.. ومثلها هناك في الإمارات.. يحتاج معها الأزرق لشعبه في المدرجات.. يحتاج لفتية في الملعب تنتزع الآهات.. لاعبون يزرعون في الملعب الإرادة ويبذلون المجهودات.. ومدرب يحسن فلسفة الذهاب والإياب بالمباريات.. وإدارة تجيد التهيئة النفسية ورفع المعنويات.. العروس غالية.. والمهر يحتاج لعمل وتضحيات.. من أراد اللؤلؤ عليه ألا يكتفي بالغوص في البحيرات.. ومن لديه موج هادر في المدرجات.. فلا يخاف الدوامات.. الحياة فرص.. والسعيد من اقتنصها قبل الفوات.. فتش عن الذهب.. لا تركن للتعب.. وكن صبوراً.. فقد فاز باللذات من كان جسوراً.. امنح منافسك الاحترام لكن بلا مبالغة.. تقدم خطوة بكل همة.. واضرب شباكه بلا رحمة.. لتبك العين بدل المرة مرتين وحتى عشراً.. انفض ذكرى الخروج عن وجهك لتطل كما كنت بدراً.. وتخلص من الأفكار السلبية التي حاصرتك دهراً.. واصرخ عالياً: أنا سيد القارة فمن يدانيني فخراً؟!.
قبل فوات الأوان!!
أن تعيد قراءة وضعك.. وتجرد حساباتك وأنت في وضع مريح.. ومتقدما الصفوف.. فأنت هنا تدير الأمور بكل عقلانية.. وتوجه بوصلتك ناحية التقدم وعدم التقهقر.
وربما ما يقدمه الشباب هذه الأيام يقع تحت طائلة مقدمتي.. فالفريق يزهو بالصدارة بمعية النصر والاتحاد.. وكتب في كل السطور وأجاد.. أرقامه الدفاعية مبهرة.. ومدافعه الهجومية مدمرة.. ولكن لازالت هواجس محبيه حاضرة.
قلق لا يمكن تجاهله.. وترقب لما هو آت لا يمكن تجاوزه.. لازال الليث على الشاطئ.. سفينته لم تواجه أمواج الفرق الكبيرة.. وأدواته لم تعان بعد الإرهاق ولعنة الإصابات.. لكن ماذا بعد؟!
عبد الله الشهيل سقط في لقاء الشعلة.. فوضع كل الليوث أيديهم على قلوبهم.. ورافينها ونايف هزازي حصلا على بطاقتين صفراويين فأصبح خطر الإيقاف يهددهما.. والدكة لا تفي بالغرض.. الدكة لا تكفي الحاجة!.
يحتاج الليوث لاستثمار خانة الأجنبي.. فخطاب ودياني احتلا خانتين بلا مشاركة.. والموسم طويل والمشاركات متعددة.. والإدارة لم تستفد من فترة التوقف بعد الجولة الثالثة.. وأبسط مشجع يعرف أن الليث يعاني في خانة واثنتين وثالثة.. الظهير الأيسر ورأس الحربة والمحور تحتاج للتدعيم.. فهل نرى تحركاً قبل إقفال فترة التسجيل؟!.
من هنا وهناك
- بادرة رائعة قامت بها الإدارة الشبابية باتصالها بالمشجع الشبابي بسام العنزي بعد تعرضه لحادث سير وهو في طريقه للملعب لمباراة الشباب والشعلة.. وزاد جمال تلك المبادرة زيارة اللاعب نايف هزازي للمشجع في منزله.. كم نحتاج لمثل تلك اللفتات الإنسانية.. والتي تعزز التكاتف وتعطي صورة جميلة عن الرياضة بعد أن لوثها التعصب وفتتها التناحر وشوهتها التجاوزات.
- البون الشاسع للحضور في الجوهرة بين يومي الجمعة والسبت.. يؤكد بلا مجال للشك أن جماهير الاتحاد صاحبة السطوة على ذائقة عروس البحر.. ولذا فلا أرى داعيا من تذمر محبي القلعة عندما تردد هذه العبارة: جدة.. أتي وبحر.
- كل ما أخشاه في لقاء الأهلي بالشباب غداً.. عدم تواجد الحكم الأجنبي.. فالإدارة الأهلاوية والمركز الإعلامي كان قد انتقدت التحكيم المحلي بكل ضراوة.. قبل أن ترحب فيه ضمنياً بإحجامها عن طلب الأجانب.. لذا أتمنى ألا يتأثر حكامنا بتلك الهجمة.. مع كل الأماني بمباراة خالية من اللت التحكيمي والعجن بالتجاوزات التي أدمنها البعض.
- عبده عطيف عندما بدأ يستعيد شيئاً من مستواه.. وقع بالفخ الذي كان قد سقط فيه سابقاً.. انتقاد المدرب علناً.. يجب ألا يصدر من لاعب محترف.. واللغة الوحيدة التي يمكن الرد بها من أي لاعب هي لغة الأقدام وليست لغة الكلام.
خاتمة:
عامل الناس بأخلاقك.. لا بأخلاقهم.