ودانت السوبر للشباب كما دانت قبلها له كل الثمار بأنواعها من شجرة البطولات.. لا شيء يستعصي على الليث.. ما يميز الشباب عن غيره أن التاريخ لا يكتبه.. بل هو من يكتب التاريخ في كل مرة.. لذا ختم كتاب الأولويات من الجلدة للجلدة.
مذهل هذا الليث كعادته.. أينما يُزرع بذر ذهب تجده أول من ينال ثمينه ويترك الفُتات منه لبقية من تعب.. فازدان حي الصحافة به.. وغدا هو للصحافة حديث لا ينتهي.
طقوس هذا البطل متفردة.. لا يحسن الوقوف بين الجموع مع المارة.. بل اعتاد أن يكون الأول فأدمن الصدارة.. هو وبامتياز لا يتعاطى جعجعة ما قبل البطولة.. لكنه حاذق جداً في التهام كعكة البطولة.
هذا الفريق مختلف ومختلف جداً.. كلما حاصرته الظروف عاد أقوى.. عاد أبهى.. يمارس المنافسون عليه أنواع الضغوط.. فيصيبهم داخل الملعب بالضغط.. لديه كاريزما خاصة.. عندما تشاهده بالملعب تتجاهل من سواه.. وتردد مشدوها: ما هذا الإبداع قبل أن تتعطل لغة الكلام وتطبق الشفاه.
فخامة الليث لا يمكن أن تختصر.. وإن أردنا الإسهاب فستتقاطر الكلمات كالمطر.. لكن حسبي أن أشير إلى أن هذا الفاخر بدأ موسمه ببطولة بالدرة كما أنهى موسمه السابق بمثلها في الجوهرة.. فهل أجمل من ختام موسم بمصافحة ملك وبداية آخر ببطولة كالمسك.
وأخيراً، لم يحتج الرئيس الذهبي سوى لثمانية عشر يوماً ليصافح الذهب.. أي (طناخة) بعد هذا.. لكن من يعرف الأمير يدرك أنه مفتاح البطولات الشبابية.. لذا لم ولن نستغرب أن يشرع باب الذهب بكل سهولة وبهذه المدة القصيرة.. فصاحب الخلطة السرية هذه نكهته.
من النهائي
- عمر الغامدي.. تاريخ بحد ذاته.. لم يترك بطولة محلية إلا وصافحها بكل المسميات.. وبات قريباً جداً ليكون اللاعب الأول في تحقيقها بعد أن وصل للرقم 24.. الجميل في هذا اللاعب فكره الاحترافي والذي جعله يواصل حتى هذا السن.. فضلاً عن خلقه الرفيع والذي نتمنى أن يحتذى به.
- وليد عبد الله.. لازال يضع بصمة قفازيه في أغلب البطولات الشبابية.. يكتب بيديه المنجز تلو المنجز.. وهناك من لازال يمارس التقريع فيه في الإعلام والمدرج.. ومع كل هذا لا نجد منه سوى ابتسامة خارج الملعب وجسارة داخله.. وليد موهبة تبعد بسنوات ضوئية عن بقية الحراس.
- حسن معاذ.. عندما يكون فكره داخل الملعب.. لا شيء يشغله سوى الكرة وفنونها.. تجده مختلف.. يقدم عطاءً فريداً.. يهاجم بضراوة ويدافع ببسالة.. وما لديه في القادم وسنراه أكثر مهارة.
- عبد الملك الخيبري.. الجندي المجهول بالكتيبة البيضاء.. مقاتل شرس لا يمكن تجاوزه بسهولة.. أشبه برئة الشباب ـ ما شاء الله ـ التي يتنفس به.. لا يستكين أو يلين منذ البداية وحتى صافرة النهاية.
- عبد الله الشهيل.. هو كالذهب مهما علاه الغبار يبقى ثميناً.. غياب الأعوام الثلاثة لم ينل من موهبته وإن أخذ شيئاً من حساسيته.. لكن ما قدمه عطفاً على أنها أول مباراة شيء كبير ومميز.
- ماجد المرشدي.. في كل مرة يثبت أن مكسب كبير.. أما أحمد عطيف فلازال الملهم للفريق.. في حين كان هزازي وبعد انقطاع الإصابة مرعباً كما كان ..
- روجيرو قدم نفسه بشكل مميز.. ورافينها لا يحتاج للتعريف .. في حين هناك أكثر من علامة استفهام على دياني لكن لازال الحكم مبكرا.. أما خطاب فينتظر الليوث مشاركته.
إلى متى يا حسين؟!
في كل موسم مشكلة.. وفي كل مباراة انفلات.. يتقدم به العمر فيتقدم مستواه لكنه ـ للأسف ـ يبقى على تجاوزاته ولا أدري لماذا لم يستفد بعد من خبرته في التخلص من هذا العيب؟!
في النهائي وبعيداً عن ما حدث في الملعب منه فهناك حكم ومشاهد.. لكن ما حدث خارجه فهو المخجل.. أن يرش حسين عبد الغني زميله الأسطاء بالماء ثم يفعل ذات الصنيع مع الخيبري قبل أن يرمى القارورة لتصيبه.. فهنا يجب أن نتوقف ونتساءل: هل نحن في حارة أم في بطولة برعاية رسمية وفي دوري قيمته التسويقية أكثر من أربعة مليار ريال؟!
ما حدث اختبار مبكر للجنة الانضباط.. خصوصاً بعد أن شكلت من جديد وتم الإبقاء على رئيسها.. فإما أن تتدخل وتعاقب هذه العنتريات وتعيد الثقة فيها وإما أن نفقد الأمل من البداية.. ننتظر.
خاتمة
نصيحة.. للعاطلين عن البطولات: عليكم بقراءة كتاب الشباب