في كرة القدم كغيرها من الألعاب الجماعية.. يبرز التنافس البدني كأحد أهم سماتها.. وأحياناً يتطور هذا الأمر ليصل لحد المخاشنة.. ولعل هذا هو الوجه القبيح للرياضة.. فكم من لاعب أقعدته الإصابة عن مواصلة الركض.. وكم من آخر اعتزل ولازالت آلامه تقض منامه.. وكم من ثالث بعد العودة من الإصابة أصبح أشبه بشبح لما كان قبله فلم يستطع العودة لمستواه وأصبح في كل اشتراك يخاف الآه.
وعلى النقيض هناك من كان التحدي سمته.. والإرادة القوية زاده وعدته.. فتجده يحافظ على برنامجه التأهيلي حتى عودته.. ليظهر بالملعب كما كان سابقاً بقمة تميزه وكامل مهارته.. وذلك التحدي وتلك الإرادة لا يتوفران إلا بالقليل من الرياضيين.. وهم صفوتها.
ولعلي عندما أتحدث في حقل كهذا.. لا يمكن أن أتجاوزه دونما إشارة للصقر نايف هزازي.. فهذا اللاعب - ما شاء الله- حول المستحيل للممكن.. وتعالى على الألم ليعود للإبداع والفن.. لم يستسلم لإصابة الرباط في المرة الأولى.. وعاد بعد الثانية أقوى.. وهاهو يعتلي صدارة الهدافين ويصافح شباك المنافسين بالأنين.. هدف في نهائي السوبر ومثله بكأس ولي العهد.. ورباعية حملتها مباراتان في دوري جميل.. فهل هناك إجادة للكتابة في مجلد الإرادة والتحدي كتلك التي قام بتأليفها الصقر؟
أخيراً، لأولئك الذين كان يلمزون تجاه نايف هزازي بأنه لا يجيد سوى لغة الرأس.. أعتقد أن قدمه بالأهداف الستة أسمعت من به صمم.. أما المغرمون بلغة الأرقام فأهديهم هذه الإحصائية الفخمة لنايف هزازي فمنذ قدم لليث لعب خلالها 15 لقاءً سجل فيها 14 هدفاً.. فهل بعد هذا من كلام؟
التحكيم.. ما عاد بدري!
أن يفشل التحكيم في الموسم الماضي فشلاً ذريعاً.. تحدث عنه القاصي والداني.. والكل اشتكى منه بعد أن عانى الجميع.. ثم بعدئذ تقوم كرئيس اتحاد بتجديد الثقة في رئيس اللجنة وإعادة تشكيلها ذراً للرماد بالعيون.. فعليك بعد ذلك تحمل تبعاتها.
قرار زيادة عدد الحكام الأجانب متوقع.. في ظل ندرة المواهب التحكيمية.. وضعف القيادة في اللجنة.. وتكرار الأخطاء بلا إصلاح.. ومكابرة رئيس الاتحاد.. يكفينا أن نقول حكمنا مثل عبد الرحمن العمري مع الاحترام لشخصه.. بلغ من العمر 46 عاماً ولازال تحكيمياً محله سر.. بل يواصل أخطاءه وبالكوم.. ولعل لقاء الشباب والفتح الأخير وما صاحبه من عنترية في توزيع الكروت يجعلنا نتساءل: عن ماهية المعايير في استمراره خصوصاً وهو بهذا السن المتقدم الذي لم يعد معه التعديل ممكنا في أسلوب قيادته للمباريات؟
شكراً لكل بيان حرك المياه الراكدة.. شكراً لكل صوت أيقظ اللجان النائمة.. شكراً لكل من كان له دور في زيادة نصيب كل ناد من تركة الحكام الأجانب.. فقد سئمنا من مستوى التحكيم ومللنا من تبريرات رئيس لجنته.
من هنا وهناك
- العقيد.. لقب لماجد المرشدي انتزعه بامتياز منذ مباراة السوبر.. لكن كالعادة هنالك من هوايته اختطاف الألقاب بعد أن نسي طعم البطولات.. لذا وجدنا اللقب يرحل إلى الساحل الغربي بلا تذكرة أحقية.. وإنما بسبب عادة أبدية.. ترى لعبة أكشط واربح لقباً هي أشبه بالهدية.
- على الإدارة الشبابية التحرك عاجلاً في اتجاه تنبيه اللاعبين لعدم التساهل في أخذ الكروت.. مع العمل من جهاز الكرة ناحية عدم التعاطي مع استفزازات الخصوم وبعض الحكام.. فلا يعقل أن هزازي ورافينها مهددان بالإيقاف ونحن لازلنا في الجولة الثانية.
- بعض التصريحات وأنت تسمعها تقول بنفسك ليته سكت.. وباعتقادي لا يمكن أن أقول أكثر من ذلك وأنا أستمع لتصريح قائد الأهلي الكابتن تيسير الجاسم وهو يتهم حاملي الكور بأنهم السبب في تعادل فريقه مع نجران.. المضحك أن المباراة امتدت حتى الدقيقة 98 فهل يعقل فريق يفشل في كل هذا الوقت يخسر بسبب تأخر حاملي الكور.
- لازالت أنانية روجيرو تخفي الكثير مما يملكه هذا اللاعب.. فالتعاون مع زملائه مفقود.. والبحث عن الشو الإعلامي أكثر من البحث عن مصلحة الفريق هي الجلية فما يقدمه.. أعتقد أنه يحتاج لتنبيه سريع وعاجل لهذا العيب الكبير حتى لا يتحول لسمة يصعب بعدها إصلاحها.
خاتمة
هذا المساء.. في قطر هلال.. وفي جدة بحر وإتي.. والهدف آسيا.. يارب سهّل.