عقدت إيران وثلاث دول أوربية (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) مباحثات رباعية لمناقشة الموضوعات النووية العالقة في ملف إيران النووي.
وقد أكد كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أن المفاوضات النووية ستتكلل بالنجاح إذا ما توافر حسن النوايا لدى الطرف المقابل وعدوله عن المطالبات غير المعقولة، في إشارة إلى طلب الدول الكبرى من إيران تجميد التخصيب ومناقشة ملف الصواريخ وإغلاق مواقع نووية إيرانية.
وأعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عن أمله بأن تفضي الاجتماعات الثنائية مع الدول الثلاث (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) في إطار الاجتماع الرباعي ، إلى إدراك وتفهم أعمق، تمهيداً لإحراز تقدم في الجولة النووية المزمع عقدها في نيويورك.
وفي استفسار عن مآلات الأوضاع في حال التعذر عن التوصل إلى اتفاق شامل مع انتهاء مهلة تمديد المفاوضات النووية، لأربعة أشهر قال عراقجي: إن الوضع الإيراني لن يعود بطبيعة الحال إلى السابق حتى في انقضاء الشهور الأربعة، بحيث لن يعد بمقدور أي طرف، تقديم إيران بأنها مصدر للخطر.. وتسعى السداسية الدولية (أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وروسيا) وإيران إلى التوصل لاتفاق هذا الشهر خلال محادثات لإنهاء الخلاف بينهما بشأن برنامج طهران النووي ورفع العقوبات الدولية على إيران.
وذكر خبراء إيرانيون لـ(الجزيرة) بأن نقاط الخلاف بين إيران والسداسية الدولية هي من أكثر الموضوعات تعقيداً وخلافاً وأن كل دولة لها شروط تختلف عن الدول الأخرى ، ويشير الخبير الإيراني محمد نوري زادة إلى أن الخلافات تنحصر في موضوعات مهمة وهي: (تخصيب اليورانيوم: حيث تشترط السداسية الدولية على إيران أن تخفض عدد أجهزة الطرد المركزي إلى 9 آلاف بدلاً من 19 ألف جهاز، وتدّعي الدول الكبرى بأن بقاء 19 ألف جهاز طرد مركزي في إيران يُشكّل تهديداً للمنطقة ، لأن ذلك العدد كاف لصناعة قنبلة نووية) وترفض إيران تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي، حيث اشترط المرشد علي خامنئي على ضرورة وجود 190 ألف سي سي من الوقود النووي، وأن هذه الكمية لا يمكن تحقيقها من خلال 9 آلاف جهاز للطرد المركزي..
ويؤكد نوري زادة بأن الخلافات الأخرى تتمثّل بالشروط الغربية على إيران بضرورة إغلاق مفاعل أراك للماء الثقيل خوفاً من استغلاله لإنتاج أسلحة نووية، وأضاف: إن الغرب وبخاصة أمريكا تصر على مناقشة ملف الصواريخ الإيرانية وهي المسألة المعقدة حيث يرفض الحرس الثوري مناقشة تلك القضية، ويعتبرها خطاً أحمر لأنها تتعلق بمنظومة الدفاع القومي لإيران، وإلى جانب ذلك أشارت الباحثة الإيرانية مريم عبد الله إلى أن الخلافات بين إيران والسداسية الدولية كثيرة، وهي تنحصر في قضية العقوبات الدولية على إيران حيث ترفض أمريكا وأوربا وروسيا رفع العقوبات دفعة واحدة من دون تسوية كل المسائل العالقة في ملف إيران النووي، وأضافت أن إيران تشعر بأن أمريكا والدول الغربية لا يريدون رفع العقوبات حتى إذا نفذت إيران كل شروط أمريكا والغرب، وأكدت عبد الله بأن (فترة الاتفاق) تُعد من القضايا الشائكة الأخرى التي لا تزال وجهات النظر فيها متباعدة للغاية.
وقالت: إن القوى الغربية تريد أن تكون مدة أي اتفاق 20 سنة.. وتقول طهران إنها مستعدة للقبول بخمس سنوات قبل معاملتها مثل أي عضو موقع على معاهدة حظر الانتشار النووي والتي تتيح للدول التي لا تملك أسلحة نووية حق إنتاج الطاقة النووية للأغراض المدنية.