أكدت مصادر سياسية يمنية رفيعة أمس الخميس التوصل لاتفاق بين الرئاسية اليمنية وجماعة الحوثيين لإنهاء الأزمة السياسية في البلاد شهدت احتجاجات في العاصمة صنعاء على مدى أسابيع واتسمت بالعنف أحياناً.
ويغلق المحتجون الحوثيون الطريق الرئيس إلى مطار صنعاء، كما يعتصمون منذ أسابيع عند وزارات في محاولة للإطاحة بالحكومة وإعادة دعم الوقود الذي خفضته. وقال المفاوض الحكومي في تصريحات لرويترز إن الاتفاق وقعه عبد القادر هلال محافظ صنعاء وحسين العزي ممثل الحوثيين المسؤول عن الشؤون السياسية. وقال المصدر إن الاتفاق يتضمن خفضاً في أسعار الوقود وتشكيل حكومة جديدة. وأضاف أنه يتوقع أن يفك المحتجون الحوثيون خيام الاعتصام بعد تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال موقع وزارة الدفاع على الإنترنت إن هناك انفراجة سياسية وشيكة ومفاوضات لتسمية رئيس حكومة جديد. وأبدى محمد البخيتي عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثيين تفاؤله بالاتفاق. وقال لرويترز إن الاتصالات مع الحكومة «عادت وإن شاء الله هذه بداية انفراجة.» لكن محمد عبد السلام وهو متحدث باسم الحوثيين قال عبر صفحته على فيسبوك «حتى الآن لم نصل بعد إلى اتفاق نهائي أو التوقيع عليه والتواصلات ما زالت مستمرة.» وفي أوائل الشهر الحالي عرض الرئيس عبد ربه منصور هادي مشروع اتفاق يتضمن تخفيض أسعار الوقود بنسبة 30 في المئة تقريبا ودعا الحوثيين إلى الانضمام لحكومة وحدة وطنية جديدة. ورفض الحوثيون العرض الذي كان يمثل حلاً وسطاً واسعاً. وركز الحوثيون مطالبهم في الدعوة للتراجع عن الزيادات في أسعار الوقود بعد أن تقرر في يوليو تموز تخفيض الدعم الذي تجد الحكومة صعوبة بالغة في توفيره. ويدور قتال متقطع في الشمال منذ شهور بين الحوثيين وقبائل مدعومة من صنعاء.
وفشلت محاولات لدمج الحوثيين في العملية السياسية التي تلت انتفاضة 2011 والإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح الذي كان من أشد أعداء الحوثيين وعاد الحوثيون لانتهاج سياساتهم الانعزالية المتشددة. وأطلق الحوثيون -وهم من الشيعة الزيدية- أول انتفاضة لهم على الحكومة المركزية التي يهيمن عليها السنة عام 2004 ودخلوا بعد ذلك في عدة اشتباكات مريرة معها.
من جهة أخرى قتل ثلاثة أشخاص من أنصار الحوثيين وأصيب سبعة آأخرون أمس الخميس إثر انفجار عبوة ناسفة زرعت في منطقة الجنات الواقعة على أطراف مدينة عمران (50 كلم شمال العاصمة صنعاء).
وقال مصدر إعلامي لـ(د.ب.أ) إن «العبوة استهدفت متظاهرين حوثيين في مسيرتهم التصعيدية التي مرت من هناك»، موضحاً أن «العبوة الناسفة زُرعت بالقرب من إحدى براميل القمامة».