أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن العلاقات المصرية الأثيوبية شهدت منذ لقاء الزعيمين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء أثيوبيا هايلي ماريام دسالين في مالابو تطوراً واهتماماً مشتركاً بتدعيم العلاقات والعمل على توثيقها في كافة المجالات، فيما كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن حدوث انفراجة في أزمة مياه النيل التي تفجرت خلال السنوات الأخيرة بين القاهرة وأديس أبابا بسبب قيام الأخيرة ببناء سد على النيل يؤثر بشكل كبير على حصة مصر التاريخية من المياه، وقد فشلت المباحثات السابقة في التئام العلاقات المتوترة بين البلدين، لكن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئاسة ومبادرته بلقاء رئيس الوزراء الأثيوبي فتح الباب أمام عودة العلاقات إلى قوتها وبحث قضية السد في أطر تحقق النفع للبلدين.
وزير الخارجية المصري الذي يزور لبحث مستجدات العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات، وتسليم رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس الوزراء الأثيوبي تتعلق بتطوير العلاقات بين البلدين في شتى المجالات، بالإضافة إلى قضية مياه النيل، قال في تصريحات عقب وصوله أديس أبابا إنه كان من المهم أن نتواصل بعد هذا اللقاء بين الزعيمين وبعد النجاح الذي تحقق في دورة اللجنة الفنية الثلاثية بالخرطوم، موضحاً أنه من المهم أن يتم التباحث في الأساليب التي يتم من خلالها تدعيم العلاقات والنظر في شتى القضايا ذات الاهتمام المشترك ومن بينها موضوع سد النهضة. وأكد سامح شكري «أننا حريصون على أن يكون هناك تفاهم بين الجانبين وأن نزيد من نقاط الالتقاء»، موضحاً أن لمصر القدرة في أن تسهم في جهود تنمية أثيوبيا من خلال الاستثمارات والمشاريع المشتركة. وأشار شكري إلى «أن هناك في الوقت نفسه شعوراً بأن الموقف الأثيوبى يتخذ منحى فيه كثير من التفهم للمصالح المصرية»، وحول العناصر التي تستند إليها العلاقات المصرية الأثيوبية في مرحلتها الراهنة قال شكري «إنها عناصر الأخوة التي يجب أن تربط بين شعبين من شعوب القارة الإفريقية بينهما علاقات تاريخية ممتدة ونهر النيل والخير الذي يدره على الجانبين».
قال شكري إن المسار السياسي قائم ودائم ومرتبط ليس فقط بسد النهضة ولكن أيضا بكافة مجالات العلاقة الثنائية القائمة بين مصر وأثيوبيا، مؤكداً أنه لا بد أن تظل هذه العلاقة وثيقة لأثرها على مناخ العلاقات الإفريقية بصفة عامة وقدرة البلدين في التأثير في محيطهما الإفريقى من خلال عضويتهما في الاتحاد الإفريقي وعملهما المشترك لتحقيق التنمية واستتباب السلام والاستقرار في كافة ربوعها.