ليس جديداً أن تنجح الأجهزة الأمنية السعودية في الإطاحة بست خلايا إرهابية جديدة، فقد تميزت هذه الأجهزة بقدرتها على ملاحظة الإرهابيين وحملة الفكر الضال وسجلت العديد من النجاحات في هذا المجال جعلها مثالاً يُقتدى به في دول أخرى تتعرّض لآفة الإرهاب، إنما الجديد والذي بدأ يلمسه المتابعون للجهود السعودية في التصدي للإرهاب ومحاربته، هو دور المجتمع السعودي والمواطن السعودي، وبالذات عوائل وأُسر المتورطين في الانتماء إلى الخلايا الإرهابية، وممن يتعرّضون لسموم الفكر الضال، فقد تعاون المواطنون ممن تعرّض أبناؤهم لإغراء واستهداف من قِبل شياطين الإرهاب وممن يُروّجون للفكر الضال، وكان لتعاونهم وإبلاغهم عن رؤوس التحريض الذين يلتقون الشباب السعودي لتحريضهم على الانتماء إلى جماعات الفكر الضال، وتشجيعهم على الذهاب إلى مناطق القتال والفتن.
ولقد أوضح بيان وزارة الداخلية، وما كشف عنه الناطق الرسمي للوزارة اللواء منصور التركي أن لتعاون المواطنين أثراً إيجابياً في تتبع محاولات التحريض والأشخاص الذين يروّجون للفكر الضال وتوريط الشباب ودفعهم للتوجه إلى مناطق القتال وتبني أفكار ثبتت خطورتها وخروجها عن تعاليم الدين الحنيف، وقد لاحظ المحللون الذين أخضعوا بيان وزارة الداخلية للتحليل والدراسة أن الأجهزة الأمنية لم تغفل عن مراقبة المشتبه بهم، وكل من لهم علاقة بجامعات الفكر الضال والمنضمين للأعمال الإرهابية، وأن هذه الأجهزة التي اكتسبت خبرة عالية في تتبع العناصر الإرهابية لم تتسرّع في القبض على رؤوس وقادة هذه الجماعات، رغم امتلاكها لمعلومات مؤكدة عن تورطهم، إلا أنها استمرت في المتابعة والتّتبع للإطاحة بكل العناصر الإرهابية والمتورطة، فتم القبض على ثمانية وثمانين شخصاً يُشكّلون عشر خلايا إرهابية لها علاقات بتنظيمات إرهابية خارجية، وأن هذه الخلايا كانت تخطط لتنفيذ عدد من الأعمال الإرهابية تشمل اغتيال شخصيات وضرب مصالح حيوية في البلاد، وأنها توزعت على معظم أرجاء المملكة، وبخاصة في مناطق مكة المكرمة والرياض والشرقية والقصيم.
القبض على هذا العدد من المتورطين، ومن حملة الفكر الضال لا يعني أن حرب مواجهة الإرهاب في الداخل قد عجزت عن مواجهة الحملات الدعائية لمروجي الفكر الضال الذين استطاعوا تجنيد هذا العدد، فالمقبوض عليهم الثمانية والثمانون، منهم 59 شخصاً سبق إيقافهم في قضايا الفئة الضالة وقضوا محكوميات حصلوا عليها قضائياً وأنهوها وخرجوا وكانوا هدفاً سهلاً لأرباب الفكر الضال، أما السبعة والعشرون الآخرون فكانوا عُرضة لحملات الوسائط الإلكترونية ولقاءات المحرضين الذين بدؤوا يتكشّفون بعد تتبعهم من المواطنين والإبلاغ عنهم، وسوف يكون مجدياً التعاون مع الأجهزة الأمنية من قِبل شركات الاتصالات للإبلاغ عن المحرضين والذين يستغلون مواقع الاتصالات الإلكترونية للترويج للفكر الإرهابي ودفع شبابنا إلى مواقع القتال، عندها تستكمل الفائدة ويتم حصار الجماعات الإرهابية وتكتمل نجاحات الأجهزة الأمنية.