طبعاً الجميع سيؤيد جهود الإدارة الأمريكية بتشكيل تحالف دولي للقضاء على تنظيم داعش بعد تعاظم خطره وقيامه بإنشاء دولة إرهابية وحشية طليقة لا تلتزم بالحدود ولا بالقيم الأخلاقية والدينية وهذا التحالف، إن تم فهو تصحيح لأخطاء الإدارة الأمريكية المتراكمة، وبالذات في العراق وسوريا التي أدت إلى ظهور هذا الوحش الإرهابي المتمثل بداعش من خلال مهدانتها لنظام بشار الأسد وغض النظر عن سلوك أفعال الأنظمة الدائمة للمليشيات الطائفية، مما أوجد مناخات حاضنة لمليشيات طائفية مضادة ساعدت الدول الحاضنة للمليشيات الطائفية المذهبية على إقامتها.. فالجميع يعلم أن داعش كانت بداياته إطلاق سراح قادته من سجون نظام دمشق الذي ظل وحتى الآن متفاهماً مع التنظيم ومليشياته، فلا يعرف أن جيش بشار الأسد قد تصدى لعمليات قوات داعش، بل جميعنا نعلم مسارعته إلى إخلاء مواقعه عند تقدم تلك القوات الإرهابية؛ لذا كان موقف الرئيس الفرنسي هولاند صادقاً وواضحاً بقوله بأنه لا مكان لبشار الأسد في التحالف الدولي المضاد لداعش، لأن الأسد أحد ركائز الإرهاب في المنطقة ومؤسس له؛ ولهذا ومع الأولوية للقضاء على تنظيم داعش سواء في سورية أو العراق، فإن من الضروري أن تكون الإستراتيجية الآنية البعيدة المدى هي القضاء وتصفية كل البؤر والمليشيات الطائفية أيّاً كانت توجهاتها وجدارتها.. فليس مقبولاً أن تتم مواجهته والقضاء على مليشيات إرهابية يهدد نموها المنطقة والتغاضي عن مليشيات أخرى لا تقل خطورة؛ وإذا كان تنظيم داعش قد ابتلع ثلث العراق والثلث الآخر من سورية، فإن المليشيات الأخرى تسيطر هي الأخرى على دول أخرى، والذي نراه من فظائع من أعمال إرهابية تنفذها مليشيات طائفية مرتبطة بإيران هو الذي ساعد وسارع في إطلاق مليشيات طائفية أخرى قد تتحول إلى دولة إرهابية وحشية طليقة؛ وهو ما تمثل في الخطوات الأولى لقيام دولة داعش مما دمر استقرار المنطقة العربية وكشف عن مدى الخطورة الكبيرة في التغاضي عن النشاطات الإرهابية وعمل المليشيات المذهبية المرتبطة بالدول والأنظمة أو تلك التي تحارب جميع دول المنطقة كتنظيم داعش.. فغض النظر عن تجاوز المليشيات المذهبية الشيعية سواء في لبنان وبالذات في سورية دفع المتطرفين السنّة إلى إنشاء دولة أو في طريقهم إنشاء دولة إرهابية تحسب على السنة رغم تضررهم منها، وهنا ومع أولوية القضاء على هذا التهديد الإرهابي الخطير فإنه لابد منواجهة التهديد الإرهابي الآخر الذي لا يقل خطورة.. وهكذا ومثلما يجري الإعداد والحشد للقضاء على تنظيم داعش والمليشيات المساندة له يجب التخطيط لتصفيته والمليشيات الطائفية الأخرى التي وإن لم تظهر على شكل تشكيل (دولة) إلا أنها تتحكم بمصير دول، وتوجه أنظمة كما في سورية والعراق ولبنان وهو ما يجب على من يستجيب للدعوة الأمريكية بالتحالف للقضاء على داعش وأن يربطها بتعهد أمريكي بتغير سياسة أوباما وتعامله مع المليشيات الطائفية التي تراخى معها مما دفع الآخرين إلى التطرف لمواجهتها.