وافق مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بالإجماع أمس الاثنين على إرسال بعثة إلى العراق بشكل عاجل للتحقيق في الفظائع التي يرتكبها ما يسمى تنظيم (الدولة الإسلامية) في حين استعادت قوات البيشمركة العراقية بلدة سليمان بيك من المسلحين، وذلك بدعم من القوات الجوية الأمريكية، وذلك في وقت أكدت فيه ألمانيا إن تسليح أكراد العراق يصب في مصلحة أوروبا.
وأقرت الدول الأعضاء البالغ عددها 47 القرار الأممي بإرسال بعثة إلى العراق للتحقيق في جرائم المسلحين، وذلك دون تصويت بطلب من باريس وبغداد التي حذر مندوبها من أن العراق (يواجه وحشاً إرهابياً).
وقال روبرت كولفيل أحد المتحدثين باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية تأمل في إرسال محققيها وعددهم 11 إلى العراق خلال أسابيع.
بدورها أكددت فلافيا بانسييري المفوضة المساعدة لحقوق الإنسان أن (التقارير تكشف أفعالاً كبيرة غير إنسانية ولا يمكن تخيلها) مشيرة إلى أعمال قتل محددة وعمليات اعتناق قسرية وخطف وعبودية وتعذيب، فضلاً عن القمع المنهجي لأسباب دينية واتنية.
ونددت الأمم المتحدة بـ(التطهير الاتني والديني) الذي يستهدف المسيحيين والايزيديين والشبك والتركمان الشيعة والكاكائيين والصابئة، مؤكدة أنهم أهداف مباشرة للدولة الإسلامية.
وقالت بانسييري أن تأثير النزاع على أطفال العراق (كارثي) منددة بتجنيد الدولة الإسلامية للأطفال).
وقد أكد هؤلاء الذين نجوا وضعهم على خطوط النار واستخدامهم دروعاً بشرية في حين أرغم آخرون على التبرع بالدم للمحاربين المصابين). وأضافت أن (مجموعات متنوعة تقوم بأفعال متعمدة تخالف الحق الإنساني والدولي لدوافع اتنية ودينية، إنها جريمة ضد الانسانية).
ونددت بانسييري أيضاً بالإعدامات التي ترتكبها قوات أمنية عراقية والميليشيات التي تحارب الدولة الإسلامية.
بدورها أعربت منظمة هيومن رايتس ووتش غير الحكومية عن الأسف لأن المحققين لن يكلفوا التحقيق في جرائم الحكومة العراقية.
وقد أعلن وزير حقوق الإنسان في العراق محمد شياع السوداني قبل تقديم القرار إلى الدول الأعضاء خلال اجتماع استثنائي، أن ما يسمى (الدولة الإسلامية في العراق والشام) ليست ظاهرة عراقية فوجودها يتخطى الحدود ويشكل خطراً داهماً على جميع بلدان العالم). وأضاف (يجب محاكمة هذه المنظمة الإرهابية مثل المجرمين لدى هذه الدول لأنها تقوم بأعمال إبادة وجرائم ضد الإنسانية).
وكانت قوات البشمركة الكردية وقوات (الحشد الشعبي) الشيعية قد تمكنت من استعادة السيطرة على بلدة سليمان بيك المعقل الرئيسي لما يسمى الدولة الإسلامية التي استولت عليها قبل 11 أسبوعاً في هذه المنطقة الواقعة جنوب مدينة كركوك. وتأتي استعادة البلدة بعد أن تمكنت القوات العراقية من فك حصار أمرلي التركمانية الشيعية التي حاصرها تنظيم المسلحين أكثر من شهرين.
وأصبح هذا التقدم وهو الأبرز منذ سيطرة المسلحين على مناطق واسعة في وسط وشمال العراق ممكناً بعد أن شن الطيران الحربي الأمريكي عمليات قصف محدودة لمواقع المسلحين.
وكان سكان أمرلي عرضة لخطر القتل على يد المسلحين أو الموت جراء العطش والنقص في الغذاء. واستعادة القوات العراقية وقوات البيشمركة بلدة سليمان بيك تحت غطاء جوي أمريكي إذ شنت المقاتلات الأمركية غارات جديدة ضد المسلحين قرب سد الموصل في وقت سابق من أمس الاثنين في شمال العراق. ودافعت في هذه الأثناء المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، أمس، عن قرار إرسال أسلحة إلى أكراد العراق الذين يواجهون المسلحي.
وقالت إن القرار يخدم أمن أوروبا المعرض للخطر، وقالت ميركل أمام البرلمان إن قرار ألمانيا كسر التقليد الذي تتبعه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، القاضي بعدم إرسال أسلحة إلى مناطق النزاع، كان مهماً بالنسبة للعراق المضطرب الذي يشهد ارتكاب فظائع لا يمكن تخيلها ضد المدنيين. وأضافت (أمامنا فرصة لمنع الإرهابيين من خلق ملاذ آمن آخر لأنفسهم. وعلينا أن نغتنم هذه الفرصة). وكانت الحكومة الألمانية قد أعلنت أول أمس أنها سترسل معدات عسكرية إلى العراقيين الأكراد ومن بينها منصات صواريخ مضادة للدبابات وبنادق وقنابل يدوية.
وقالت ميركل إن نحو 400 مواطن ألماني توجهوا إلى العراق وسوريا للقتال إلى جانب المسلحين الذين يهددون استقرار المنطقة بأكملها.
وأضافت (يجب أن نخاف من أن يعود هؤلاء المقاتلون يوماً ما ويشنوا هجمات في المدن الأوروبية).