الكثير من المسؤولين في بلادنا يفشلون في التعاطي مع وسائل الإعلام، كما أن الكثير منهم يشعر بأن الإعلام يستهدفه ويتجنى عليه، أغلبهم لا يجد أهمية للإعلام ولا يثق به وينظر إليه بكل سلبية وحذر، ينظر إلى منتسبي الإعلام وكأنه ينظر إلى غراب «البين» يعود السبب الأول والأخير إلى ثقافة المسؤول نفسها، والتي لم تتجاوز قراءة صحيفة أو صحيفتين بشكل يومي ولا يمكن مهما كان أن يقرأ أكثر من ذلك ،عذر الكثير منهم إذا ما أراد الخروج من حرج ضحالة ثقافته بأنه
لا يجد وقتا للقراءة كمثال حي على الأعذار الأكثر قبحا من الذنوب، السبب في ذلك هو جهل بعض المسؤولين بدور الإعلام، فتجد المسؤول يحيط نفسه بالكثير من موظفي السكرتارية والمستشارين، ولا تجد بينهم إعلاميا واحدا يشرح للمسؤول أبعاد الخبر هذا وذاك، لم ينجح مسؤول مثلما نجح الدكتور غازي القصيبي رحمه الله كونه كان مثقفا يتعاطى مع الإعلام والإعلاميين بثقة متبادلة دون شك أو ريبة، حتى أن بعض الإعلاميين قسوا عليه في بعض كتاباتهم لكنه يرد على قسوتهم بنوع من التفهم وعدم التخوين والاستعداء، جميعنا نتذكر غازي القصيبي وندعو له بالرحمة كلما انصدمنا من مسؤول بتصريح أو تصرف يجبرنا على انتقاده، أو بيان وجهة نظرنا حول ما نعتقد بأنه يحتاج إلى تصويب أو لفت انتباه، مثل التصريح الأخير لمدير عام الشؤون الصحية في إحدى مناطق المملكة الذي طلب من المواطنين ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي حالة اشتباه بفيروس «إيبولا» فور حدوثها،نفهم من هذا التصريح أن وزارة الصحة لا تعرف هل دخل «ايبولا» بلادنا أم لا ؟! نفهم من هذا التصريح أن وزارة الصحة لا تملك شيئاً أكثر مما يملكه المواطن العادي في الكشف عن هذا المرض الفتاك أعاذ الله بلادنا منه، نفهم من هذا التصريح إن وزارة الصحة لم تتخذ أي خطوات وقائية تمنع دخول المرض لبلادنا من الأساس لأنه إن حدث وقام مواطن بإبلاغ وزارة الصحة عن حالة اشتباه بمرض ايبولا عندها تكون الفأس وقعت في الرأس - لا سمح الله - وتصبح وقتها وزارة الصحة من اكبر موظف فيها إلى أصغرهم قد فشلوا فشلا ذريعا لا يوازيه أي فشل، الغريب أن المسؤول الصحي نفسه قال في نفس التصريح الذي ناشد به المواطنين الإبلاغ عن ايبولا قال إن أعراضه تتشابه مع أعراض أمراض الحميات النزفية، كحمى الضنك والخرمة والأمراض الأخرى المشابهة، معنى هذا الكلام إن على وزارة الصحة تدريب جميع المواطنين وجعلهم يعرفون التفريق بين أعراض ايبولا وغيره من الأعراض الأخرى، يبدو أن التخبط في التصريحات «عدوى» تصيب بعض مسؤولي الصحة !