مهما حاول الخونة أو المرجفون تشويه مواقف خادم الحرمين الشريفين أو التشكيك بسلامة نواياه فهم يفشلون في ذلك، لأن نوايا الملك عبدالله ذات وجه واحد منذ ولادته إلى اليوم، ويعرف ذلك العدو قبل الصديق. شخصية الملك عبدالله ومواقفه البطولية وانتماؤه الإسلامي والعروبي غير قابلة للنقاش أو التشكيك، فهو شخص بطبعه شجاع والشجاع لا يكيل بمكيالين، وينتصر للآخر من نفسه قبل الآخرين.
منذ ولادة الملك عبدالله وشبابه وتشرفه بخدمة الحرمين وهو شجاع الرأي والموقف على صعيد مواقف محلية أو دولية يعرفها القاصي والداني. الأعداء والمرجفون لن يعجبهم منا إلا خراب بلادنا، لذلك فنحن لا نقيس مكانتنا عندهم ولا يهمنا ذلك، بل يهمنا العقلاء المعتدلين الذين يسيسون الأمور بعقل ومنطق دون أهداف مشبوهة أصبحت معلنة ومكشوفة لم يعد بالإمكان إخفاؤها أو الاستمرار بخداع الناس بارتداء جلد الحمل لإخفاء الذئب الخبيث المتربص. كلمة الملك عبدالله أسقطت الأقنعة عن وجوه الذئاب المتنكرة، ولطمت وجوه الذئاب التي تظن أن سهول الأوطان يمكن ولوج مرابعها قبل المشي فوق جحيم حقيقي ورادع. كل ما قاله الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن لم تأخذه الدول راعية الإرهاب بعين الاعتبار فستجد نفسها أمام كتل متوحشة قد كبرت وصار صعباً عليها احتواؤها، وحينها ستذكر هذه الدول وشعوبها تحذير خادم الحرمين الشريفين ومحاولاته المتكررة لدعم ونشر الحوار وثقافة الحوار بين البشر وبين الدول. لكن المتنفعين من تغليب الفوضى على الحوار، ودعم القتل ضد الحوار، يقفون ضد مكافحة الإرهاب، وضد حوار الأديان، لأن السلم والقضاء على الإرهاب لا يخدم مصالحهم بحسب ما يتوقعونه ويعتقدونه.
كلمة الملك عبدالله شموسها واضحة وجبالها راسية لا مواربة فيها ومداهنة لطرف ضد آخر مثلما هو دائماً في انحيازه للعدل ضد الظلم وللضعيف ضد القوي، وهي ليست صفات أمدحه بها أو تجميل لصورته حفظه الله، هذه صفات أحرار عرف بها منذ شبابه، ولم يكتب التاريخ موقفاً لم يقف فيه عبدالله بن عبدالعزيز موقف الشجاع البطل الذي يسمي الأشياء بأسمائها.
نعرف أن هناك -للأسف- أبناء لهذا الوطن قد اختطفتهم أحزاب وفئات معادية لبلادنا واستقرارنا، استغلت حداثة تجربتهم الحياتية والواقعية وهشاشة التعاطي وسطحية الفهم لتحولهم إلى رؤوس حراب في الميدان المعادي لبلادنا. لن نضيف جديداً أن حذرنا من الصيادين في الماء العكر، ولن نأت بجديد إن أشرنا إلى أسماء أعداء بلادنا واحداً واحداً، إننا في قارب واحد ولا يهمنا الذين قفزوا منه أو النابحون على الساحل متمنين انقلابه، يهمنا أن نعي جميعنا - نحن ركاب القارب - أنه إذا اهتز توازنه أو انقلب لن يسلم من الضرر واحد منا، وهذا أكبر سبب يجعلنا نتكاتف ونؤجل خلافاتنا للحفاظ على أعراضنا ودمائنا من دعاة الإرهاب والفوضى.