لا آتي بجديد إن جزمت بانعدام ثقة المواطن بالكثير من اللجان والمؤتمرات، أصبح لدينا - نحن المواطنين - شبه قناعة بأن ضياع حلول أي قضية عندما يتم وضع لجان لها وعقد مؤتمرات حولها، وكأن مهمة الكثير من اللجان عندنا هو إدخال القضية أدراج النسيان وليس حلها والقضاء عليها، هناك لجان وعقول تستقطب لحل مشكلات معينة تأتي ويصرف عليها ملايين الريالات وتمنحنا أفضل وأقوى التوصيات،
لكن الشيء المؤسف أن هذه التوصيات تطبع في أوراق وتحفظ في درج مكتب أحد المسؤولين حتى يتقاعد، ويأتي الذي بعده ويتقاعد والدرج يدخل تاريخ النسيان بما فيه من أوراق تحمل توصيات ثمينة، وهذا قد يكون مقترحاً جاهزاً لرجال هيئة مكافحة الفساد، ولكل الجهات التي يهمها أمر الوطن ونماء الوطن، أن تعمم على جميع الجهات التي تملك سلطة على التحقيق معها على أن تقوم بتسليمها جميع ما عقدته من لجان ومؤتمرات وتحقق معهم فيما حققوه من توصيات هذه اللجان، عشرات بل مئات الملايين أهدرت على الكثير من هذه اللجان والمؤتمرات ولم يلتفت أحد لتوصياتها، لا تكاد تسلم جهة حكومية من عقد العشرات من المؤتمرات واللجان لمجرد استعراض إعلامي غير مجد وغير فاعل.
إليكم دليلاً لا أعتقد أن أحداً منكم سوف يصدقه إن لم يذهب للبحث عنه في محركات البحث، وسيمسك رأسه من هول ما يقرأ، منذ سبع سنوات مضت، تم عقد ندوة شارك بها ما يقارب 200 باحث من 27 دولة، تم جلبهم من بلادهم وإكرام وفادتهم على حسابنا ليعالجوا احتياجات أحياء الرياض السكنية، ندوة - في اعتقادي - من أفضل الندوات التي أقيمت في تاريخ السعودية الحديث، شارك بها أفضل العقول العالمية والمختصون والمعنيون والمهتمون من القطاعات الاقتصادية والهيئات المهنية والشخصيات الأكاديمية والاستثمارية المحلية والعربية والعالمية، إلى جانب مشاركين من مكاتب وهيئات وجمعيات معمارية وهندسية واستشارية، وممثلين لعدد من الأمانات والبلديات، وعدد من منسوبي كليات العمارة والهندسة والتخطيط والعمران، والإدارات الهندسية في القطاعات الحكومية والخاصة، إضافة إلى مطوري الأراضي والمجمعات الإسكانية والعقاريين، والمقاولين والمهتمين بقطاع الإسكان، كل هذه القيادات العالمية في مجالها، كل هؤلاء العلماء العالميين قدموا 14 توصية لجعل أحياء الرياض من أفضل الأحياء في العالم، لكن السؤال المبكي، منذ سبع سنوات مضت كم تم تنفيذه من هذه التوصيات الأربع عشرة؟! الجواب: لا شيء!.