يعيش العالم العربي هذه الأيام أحداثا مؤلمة مروعة بلغت ذروتها في عدد من الدول العربية الشقيقة هذه الأحداث المشينة تذكرنا بالأعمال التي مارسها (الأزارقة) الذين جعلوا مبدءا أساسيا لهم وهو التعرض لعامة المسلمين بالقتل الذريع في أسواقهم وأماكن تجمعهم دون تمييز بين مذنب وبريء ولا طفل ولا رجل ولا بين امرأة ويتيم، ومع تكاثر هذه الأحداث تكاثر عدد المحللين الذين تغص بهم القنوات الفضائية وقد أخذوا على عاتقهم معرفة كل شيء هؤلاء لم يدركوا أنه من المستحيل أن يحيط الإنسان بكل شيء لأن ذلك لله وحده وليس لأي مخلوق مهما وصل من درجة حتى لو كان ملكا من الملائكة أو نبيا ممن اصطفاهم فبعثهم برسالاته؟ لقد اتضح جليا القصور الفكري والمنهجي والمنطقي لدى هؤلاء؟ ولكنهم يستمرون في إيهام المتلقي بأن كل ما يتحدثون به حقائق واقعية وهي في حقيقة الأمر تفتقر إلى كل مقومات الواقعية والحقيقة، لأن الحقيقة تعتبر الغاية المرجوة من الحياة لأن ما عداها يعتبر ضلالا أنهم بكل أسف غيبوا الصورة الصحيحة عن أذهان الناس وأصبح من الصعب على العربي العبور إلى الحق والأخذ به ليحل محل الباطل، لقد جعلوا من المتابعين لقنواتهم يرضخون إلى واقع مرير كثيرا من عناصره ناشزة وباطلة وأصبح هناك من يصدقهم؟ ألم يتعظ من يدعون العلم والثقافة أن الملائكة قالوا لربهم:
قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا أو لم يقتدوا بسيد البشرية -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي توقف عن إصدار أي حكم فيما لم يخبره به الوحي وكان يقول (لا أدري) فيما لم يكن يدري من أمور دنياهم، لقد عانت أمة الضاد من شروركم أنتم ومن هم على شاكلتكم ممن تسببوا في تمزيق أمة محمد وحرفها عن قضاياها؟ ألم تفكروا يوما أن معرفة الشيء بوضوح يوفر الحظوظ لتغيير الواقع الذي تعيشه أمتكم التي تعاني من الباطل وصولاته، ومع هذا نذكركم بقوله تعالى: وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا .
سؤال أخير، إلى متى وأنتم تساهمون في ضرر الأمة العربية بانحرافاتكم الفكرية وأهوائكم الشخصية؟