احتضنتهم بلاد الحرمين وأمنت لهم الأمن والعيش الكريم، وأعطتهم حرية الرأي وعلمتهم الفكر السليم، حتى انهم أسموا أولادهم عبد الرحيم، وعبد الكريم، وسالم وسليم، وتخلوا عن شفيق ووسيم، وسمو بناتهم عبير ونورة وريم، وتخلوا عن سديم، ولم يكن لهم بعد الله ثم هذا الوطن من معين، وبعد سنوات وأشهر وأيام وبعد ان امتلأت بطونهم من النعمة والخير العميم، وغادر بعضهم بارادته ومعه الملايين وشيمة ولاة الأمر والمسؤولين هنا حالت دون كلمة من أين لكم هذا من أين؟.
كنا نتوقع ان يقابلوا الاحسان بالاحسان، وتحري الصدق والعرفان. ولكن كان ما كان، وانطلق عطوان بدون قيد ولا عنان، وهناك من رافقه بالهذيان، واستمر بتشويه الحقائق بغير برهان، واتخذ من الاساءة لمن احتضنوه عنوانا، ولكن ومهما حدث عيان، بيان، فان الخطا لايرضاه الا الجبان، واسمعوا البيان:
أعلنا وتوكلنا على الرحمن، ان حدودنا خط احمر لا يقربها انس ولا جان، رغم كيد الحاقدين، ورغم طمع الطامعين، نعم نحن هنا مرابطون، وبالله منصورون، وعلى الله متوكلون، ألم تدروا أيها العميان، بأن وطنا خير الأوطان، ولاننا ندافع عن الحق الذي يعتبر نفسه مصانا، في دولة ترعى حقوق الإنسان، ورجالها شجعان، لا يسمحون لكائن من كان، ان يتعدى على الأرض والكيان، ونعود من جديد وعزمٍ من حديد، وسؤالٍ مفيد نطرحه على الاخوان.
ألم يسمعوا بقصة ذلك الإنسان الذي جاء من هولندا وعمل مهندسا في التابلين بين عرعر ورفحاء ولمدة عقدين من الزمن ثم غادر إلى بلاده، يحمل معه الريادة، ولديه شهادة، وبعد ان بلغ عمره تسعين عاما بدا وهو في هولندا يتذكر زملاءه في العمل من السعوديين، وبدا يبحث عنهم وقيل له ان بعضهم مات، وهلّ العبرات، ثم تحدث عبر بعض الصحف السعودية، والهولندية عن تجربته الانسانية مع أهل النخوة والحمية.
اليس بامكان ذلك الهولندي ان يقول كلاما آخر سيئا حتى لو لم يكن صحيحا سيجد من يصدقه ويضخمه وقد يكون ذلك المصدق من أبناء الوطن ممن يدعون بالتحرر وكشف الحقائق وهم والله واهمون، ولوطنهم عاقون، تاثروا بماركس ولينين، وأفكار المنحرفين، والمندسين، وتخلوا عن كل القيم وسير الصالحين، من الصحابة والتابعين، ولم تؤثر بهم قصة ذلك الهولندي واسمه وفرهوفن الذي يرفض مبدأ التنكر، يا له من إنسان كله عطاء لأنه يحمل الصدق والحب والأمانة والوفاء.
هذه الصفات التي لم يطبقها بعض من يدعون انهم اوفياء، وبعض الاشقاء من العرب الذين يدعون انهم اصلاء.