إن التكنولوجيا المتاحة لنا اليوم بمختلف أشكالها وألوانها يجب أن نتوخى الحذر عند استخدامها لما يمكن أن تسببه من انتهاكات مفجعة، ولكن هذا الحذر يجب ألا يصل إلى درجة مرضية بحيث يصيبنا وسواس
الشك والريبة، فالعصر الحديث الذي نعيشه في وقتنا الحاضر يجعل كلاً منا عرضة لأن يكون ضحية للمنحرفين سلوكياً وأخلاقياً، فالعالم اليوم أصبح يعج بكاميرات التصوير المزروعة في كل مكان للأسباب الأمنية، فهناك كاميرات المراقبة الأمنية التي عادة ما تكون معلقة في الأسقف وعند المداخل والمخارج وفي الدهاليز أوتكون مخفية في أماكن بحيث لا يراها الإنسان، وهناك كاميرات المراقبة المخفية على هيئة ثقب صغير لا يلفت النظر والتي قد تكون مزروعة في المقتنيات الشخصية الخفيفة مثل القلم أو الساعة، وهناك المرايا الفاضحة (الكاشفة) ذات الاتجاهين التي تشكل خطراً جسيماً على حرمة النساء، وهي نوع من المرايا يعكس صورة المرأة من الجهة الأمامية عندما تقف المرأة أمام المرآة، وفي نفس الوقت يرى الناظر من الجهة الأخرى للمرآة صورة المرأة التي تقف أمامها، أي بمعنى آخر يمكن للناظر من خلف المرآة أن يرى صورة المرأة وهي لا تراه، وهناك إجراءان يمكن أن تتبعهما المرأة للكشف عن وجود كاميرات المراقبة المخفية والمرايا الفاضحة، والتي كثيراً ما توجد في الغرف النسائية فتعتقد المرأة أنها مستورة وأن عورتها لن تنتهك، الإجراء الأول للكشف عن كاميرات المراقبة المخفية هو: إجراء مكالمة هاتفية بالجوال داخل الغرفة النسائية، وإذا فشلت المكالمة فذلك دليل على وجود كاميرات مراقبة مخفية في الغرفة بسبب التشويش الصادر من الكاميرا، وهنا يجب سرعة إبلاغ الجهات المختصة بذلك، والإجراء الثاني للكشف عن المرايا الفاضحة: لأنه من الصعب التمييز بين المرآة العادية والمرآة الفاضحة بمجرد النظر إليها، لذلك يتطلب إجراء اختبارعلى النحو التالي: وضع طرف الإصبع بشكل عمودي على المرآة وعندما يظهر بوضوح وجود فجوة بين طرف الإصبع وصورته على المرآة فذلك يعني أن المرآة عادية، لأنه في المرآة العادية يكون الطلاء الفضي العاكس على سطح الزجاج مباشرة بدون فاصلٍ من الدهان، وفي حال عدم وجود فجوة فذلك يعني أن المرآة فاضحة، لأنه في المرآة الفاضحة يوجد طبقة فاصلة من الدهان بين الطلاء الفضي وبين سطح الزجاج، وانتهاك العورات لم يعد مقتصراً على المنحرفين سلوكياً وأخلاقياً فحسب، فمع تطور أنواع المتفجرات وتعدد وسائل الإرهاب، تطورت الأجهزة الأمنية فأصبحت أيضاً تكشف عورات المسافرين في المطارات بواسطة ماسح الجسم (بودي سكانر)، وهو جهاز بدأ يتزايد استعماله في المطارات، ويعتمد على تكنولوجا (التشتت الارتدادي للأشعة السينية) عندما تنبعث الأشعة من جدارين متوازيين فترتد عن جسم الإنسان الذي يقف في وسط المسافة بين الجدارين ويداه مرفوعتان ورجلاه متباعدتان عن بعضهما البعض، دون أن يخلع الإنسان ملابسه أو يلمس الجدارين، ونتيجة الارتداد المشتت للأشعة عن جسم الإنسان تتكون صورة عارية للجسم تظهر على شاشتين أمام رجل الأمن، الشاشة الأولى تظهر صورة الجسم من الأمام والشاشة الثانية تظهر صورة الجسم من الخلف، كما يوجد بالجهاز مؤشر يوضح الأجسام الغريبة الملتصقة بجسم الإنسان والتي تثير الشك عند رجل الأمن، وهناك بعض المطالبات من قبل بعض الحقوقيين بعدم تصوير الوجه وعدم تخزين الصورة في ذاكرة الجهاز.
الخلاصة:
إن التكنولوجيا اليوم أصبحت من التطور بمكان بحيث تظهر عورة الإنسان، لذلك يجب سن قوانين صارمة ورادعة لمنع استخدامها من قبل المنحرفين سلوكياً وأخلاقياً،كما يتطلب إصدار فتاوى شرعية تبيح للناس المثول أمام ماسح الجسم (بودي سكانر) الذي يكشف عورة الإنسان لأغراض أمنية.