غطت الأحداث الإرهابية المتتالية بجهات مختلفة من البلاد التونسية على أخبار استعدادات الأحزاب السياسية للاستحقاقات الانتخابية التي بدأ التحضير لها منذ فترة، ففيما أعلنت بعض التيارات عن مرشحيها في الدوائر الانتخابية المتعددة، عبرت شخصيات سياسية عن عدم رضاها من ترتيبها ضمن هذه القائمات التي ترى أنه لا يستجيب لمكانتها في المشهد السياسي. ومن ثمة لاحت بوادر صراعات داخلية صلب هذه الأحزاب التي اعتقد قياديوها أنهم تجاوزوا مرحلة التشتت والاختلافات «الأخوية» بين أعضاء الحزب الواحد بما ينبئ بإمكانية كسبها الرهان الانتخابي، إلا أن تصريحات «الغاضبين» أعادت الأمور إلى المربع الأول.
فقد ذكرت مصادر إعلامية جزائرية حسنة الاطلاع بأن القوات العسكرية الجزائرية والتونسية تتولى منذ أيام محاصرة مجموعة إرهابية خطيرة تتكون من 12 عنصراً على الحدود مع تونس تضم قيادات من تنظيم أنصار الشريعة المحظور والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كشف عن وجودها عدد من المهربين الذين ألقي عليهم القبض أخيراًً. وترجح المصادر ذاتها أن تكون هذه العناصر المحاصرة ممن تورطوا في العمليات الإرهابية التي استهدفت وحدات الجيش التونسي منذ أيام. وقالت مصادر عسكرية وأمنية تونسية إن ملاحقة الجيش الجزائري لمثل هذه العناصر الخطيرة يندرج في إطار تنفيذ الاتفاق المبرم أخيراً بين المؤسستين العسكريتين التونسية والجزائرية والقاضي بالسماح للعسكر الجزائري بملاحقة الإرهابيين داخل التراب التونسي، في مسعى تونسي جزائري مشترك لقطع دابر الجماعات المسلحة وتطهير البلدين من خطرها. محلياً، لا تزال عمليات الملاحقة العسكرية والأمنية متواصلة بعدة جبال بالشمال والوسط على وقع توفقها إلى إفشال المخططات الإرهابية الخطيرة التي كانت الجماعات الإرهابية تستعد لتنفيذها وحال إيقاف عدد من عناصرها واعترافاتهم الموثقة ضدهم دون ذلك. وكشفت مصادر أمنية بأنه لولا اليقظة العالية لأجهزة الدولة على الحدود الجنوبية مع ليبيا، لنجحت عناصر إرهابية أخرى في التسلل الى التراب التونسي وبالتالي تنفيذ بقية المخططات الإرهابية التي كانت فشلت في تفعيلها خلال شهر رمضان المعظم.
وأقرت مصادر إعلامية بأن عودة جهاز الاستخبارات إلى سالف عمله يعود إليه الفضل في إبطال البرامج الإجرامية لعناصر تونسية وليبية وجزائرية إلى جانب أخرى أجنبية امتهنت العمليات التفجيرية حتى أضحت خبزها اليومي. وقالت هذه المصادر «إن التحقيقات المعمقة مع عدد من العناصر الإرهابية الموقوفة أخيراً أفضت إلى الكشف عن مجموعة من الحقائق الخطيرة المتعلقة بطرق عمل الجماعات الإرهابية، ومن بينها تكوين فرق للرصد والاستعلام تعمل بالجبال وبالمدن. ففي الجبال تتولى هذه العناصر رصد المراكز الأمنية والعسكرية المتقدمة ومواعيد مرور الدوريات وأنواع تسلحها وعدد عناصرها ومدى جاهزيتها وأوقات ضعفها وزمن قوتها ويقظتها. بينما تتولى العناصر الإرهابية الناشطة في المدن رصد المراكز والمقرات الأمنية والعسكرية وأماكن وجود الدوريات الأمنية والمنشآت الحيوية كالنزل، لمعرفة أزمنة وجود السياح ووقت خروجهم وتحديد أماكن البنوك وخارطة المؤسسات المالية. كما تتولى هذه العناصر رصد عدد من الشخصيات المؤثرة كرجال الأعمال وبعض القيادات الأمنية وبعض الشخصيات الإعلامية، وتقوم هذه الفرق تباعاً بتزويد قياداتها بجملة المعلومات التي تحصل عليها لتقرر هذه الأخيرة في ما بعد تواريخ وكيفية استهداف هذه المنشآت والنقاط الأمنية والأشخاص بعد استشارة القيادة العليا لـ»تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي». وكانت الصحيفة اليومية «التونسية» ذات الانتشار الأوسع، ذكرت استناداً إلى مصادر مطلعة بأن أجهزة الاستخبارات العسكرية والاستعلامات الأمنية التونسية تحصلت أخيراً على إفادات مضمونها سعي العناصر الإرهابية ألى تكثيف نسق عملياتها وتنويع أهدافها وأماكن نشاطها في الفترة القادمة. وأوضحت المصادر ذاتها أن التنسيق المحكم بين أجهزة الاستخبارات التونسية ونظيرتها الجزائرية أثمر عملاً مهماً سيجنب البلدين خطر عدد من العمليات الإرهابية الدموية التي تنوي العناصر الإرهابية المنتمية إلى «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» وبقية الجماعات المنضوية تحت رايتها تنفيذها في تونس والجزائر.