اشتبك الجيش اللبناني مع مسلحين في بلدة حدودية أمس الأربعاء على الرغم من وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة لإنهاء خمسة أيام من القتال الذي أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص في أسوأ واقعة لامتداد الحرب الاهلية السورية المندلعة منذ ثلاث سنوات إلى الأراضي اللبنانية.
وكانت قد ذكرت وكالة الأنباء السعوديَّة أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أمر بمنح مليار دولار للجيش اللبناني لتعزيز الأمن وهو يخوض معركة مع مسلحين استولوا على بلدة عرسال الواقعة على الحدود السورية.
واندلعت نيران الأسلحة الآلية والقصف صباح أمس الأربعاء على مشارف البلدة في خرق لوقف إطلاق نار مدته 24 ساعة دخل حيز التنفيذ الساعة السابعة مساء أمس الأول الثلاثاء.
وقال مسؤول أمني: «وقف إطلاق النار مستمر لكننا نرد على أي انتهاكات وقتل 17 جنديًّا على الأقل وفقد 22 آخرون في أعمال العنف داخل عرسال وحولها.
وتشير التقارير الأولية من داخل البلدة إلى مقتل عشرات الأشخاص. وقالت مصادر أمنيَّة: إن القوات اللبنانية المتقدِّمة صوب عرسال عثرت على جثث 50 مسلحًا يوم الاثنين بينما تشير مصادر داخل البلدة إلى سقوط كثير من القتلى في صفوف السكان المدنيين. وقال رئيس بلدية عرسال علي الحجيري عبر الهاتف: إن المسلحين كانوا على مشارف المدينة. وأوضح أن وقف إطلاق النار لم ينفذ.
وأضاف أن هناك مزيدًا من المسلحين في المنطقة فيما يبدو. وكانت عرسال المحطة الأولى لكثير من المدنيين الفارين من إراقة الدماء في سوريا.
وقال نشطاء سوريون في المنطقة: إن مخيمات اللاجئين في عرسال التي توفر المأوى لعشرات الآلاف من السوريين الذين فروا من الحرب تضررت بشدة مما اضطرهم للبحث عن ملجأ في البلدة نفسها.
وهذا أول هجوم كبير في لبنان يشنه مسلحون مما يُهدِّد استقرار البلاد من خلال تأجيج التوترات. وحاول لبنان أن ينأى بنفسه عن الصراع السوري لكن حزب الله أرسل مقاتلين لدعم الرئيس السوري بشار الأسد ودارت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة صباح أمس بين موقع تلة البيضة في منطقة البقاع الأوسط التابع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامَّة ومسلحين من المنطقة المحاذية له في سهل كفرز بد شرق لبنان.
وذكرت الوكالة اللبنانية للإعلام الرسمية أن الاشتباكات تطورت إلى مواجهات استخدم فيها الرصاص المضاد والقذائف الصاروخية بين المتقاتلين بيد أنها أكَّدت عدم معرفتها الجهة التي اشتبكت مع عناصر الموقع المذكور.
وقد شوهدت قوى كبيرة من الجيش اللبناني تنتشر في منطقة الاشتباك وقام الجيش بتسيير دوريات على طريق عام الفاعور ـ كفر زبد إضافة إلى الطرقات الفرعية في سهل السهيلة المجاور لمسرح الاشتباك المذكور.