ما تفعله إسرائيل من تقتيل مروِّع للفلسطينيين وسفك للدماء في غزة وبهذا الشكل المنهجي المقصود هدفه الأساسي هو إبادة الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه، وهي تختلق الذرائع الواهية كي تغطي على جرائمها.
وإزاء هذا الواقع المرير المؤلم نجد أن ردود الأفعال لا ترقى إلى الحد الأدنى مما يجب عمله. بل إن الإرهاب الإسرائيلي يجد من يبرره ويدافع عنه، وفي مقدمة المدافعين عن العدوان الإسرائيلي حكومة الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة ومعظم الحكومات الغربية. إنهم يبررون ما تفعله حكومة الكيان الصهيوني بحجة انه دفاع عن النفس في الوقت الذي يعرف كل من يملك ذرة من التبصر أن إسرائيل هي الطرف القوي المعتدي الذي يبني المستوطنات في الأراضي الفلسطينية رغم كل التنازلات التي قدمها الفلسطينيون وهي التي تفرض الحصار على غزة وعلى بقية الأراضي الفلسطينية وتملأ السجون بالأسرى والمعتقلين دون محاكمات عادلة وتقتل النساء والأطفال وتهدم البيوت والمدارس والمساجد والمنشآت.
كل هذه الممارسات الظالمة المتجبرة التي تحدث أمام سمع العالم وبصره يريد منا الرئيس الأمريكي باراك أوباما وزعماء الدول الغربية المتحالفة مع إسرائيل أن نتجاهلها ونصدق أن إسرائيل لا ترتكبها إلا كي تدافع عن نفسها!!
ماذا يريد العالم من الفلسطينيين!؟ لقد وقعوا اتفاقيات للسلام مع إسرائيل لكن إسرائيل لم تلتزم بما جاء في الاتفاقيات؛ فهي لاتزال تحتل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وتبني فوقها المزيد والمزيد من المستوطنات وتصادر الأراضي لأتفه الأسباب وتخنق القرى والبلدات الفلسطينية. أما غزة فإن إسرائيل تتلذذ بتعذيبها وتختار الأهداف المدنية لتصب فوقها جحيم قنابلها وصواريخها؛ ثم يأتي باراك أوباما والأمم المتحدة والزعماء الغربيون ويقولون للضحية: أنت القاتل!
ليس امام الفلسطينيين إلا المقاومة حتى وإن كانت المعركة غير متكافئة، فالمستعمرون والمحتلون عبر التاريخ كانوا دائماً هم الطرف القوي في موازين العتاد الحربي والبطش العسكري، لكن المقاومين المدافعين عن حقوقهم وأوطانهم كانوا هم دائماً الأقوى في موازين العدل والحق، ولهذا انتصر المناضلون الجزائريون على فرنسا المتجبرة القوية وحرروا بلادهم بالرغم من أن المعركة لم تكن متكافئة بين المناضلين الجزائريين بأسلحتهم البسيطة المتهالكة وفرنسا بجيوشها الباطشة المدججة بأعتى الأسلحة.
وفي كلمته الأخيرة قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إن صمت المجتمع الدولي عن جرائم الحرب والمجازر الجماعية ضد الأشقاء في فلسطين وما يحدث في المنطقة بأسرها سيؤدي إلى خروج أجيال لا تؤمن إلا بالعنف.
وحقاً، فإن، تجاهل المجتمع الدولي وصمته إزاء ما يحدث بل تأييده للظلم والعدوان يولد المرارة في نفوس المظلومين ويدفعهم إلى اعتناق العنف، وفي النهاية تكون الخسارة للجميع وليس لطرفٍ واحد. فهل يصغي المجتمع الدولي إلى نداء الحكمة والعقل!؟