دعت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي إلى إجراء تحقيق بشأن جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة وقالت بيلاي في افتتاح الجلسة الطارئة لمجلس حقوق الإنسان أمس الأربعاء حول الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة « إنه لا أمن ولا سلام ولا حقوق إنسان في قطاع غزة « ، مشيرة إلى أن الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة هو الهجوم الثالث خلال ست سنوات بعد هجوم 2008 و2012 ، وأدى إلى مقتل 600 فلسطينيًا من بينهم 147 طفلا على الأقل و74 من النساء «.وأكدت أن الأوضاع الإنسانية للسكان في غزة لا تحتمل , ويتطلب الاهتمام العاجل من مجلس حقوق الإنسان .
وبينت أن المئات من المنازل الفلسطينية والمباني المدنية الأخرى كالمدارس ليست أهدافا مشروعة للقوات الإسرائيلية حتى لو تم استخدامها لأغراض عسكرية ، مشيرة إلى أن القانون الدولي واضح في ذلك ، مبينة أن قصفها أدى إلى تشريد 140 ألف فلسطيني .
وقالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة « حتى لو كانت إسرائيل قد حذرت السكان الفلسطينيين قبل القصف كما تقول فإن هذا التحذير لا يعفي إسرائيل من مسئوليتها القانونية الدولية , خاصة وأن قذائفها تخترق الخرسانة بأعماق كبيرة وتقتل الأطفال والمعوقين في الكراسي المتحركة « .
ولفت النظر إلى أن انتهاكات القانون الدولي في غزة ترقى إلى الجرائم الدولية ويجب فتح تحقيق منفصل في كل انتهاك على حدة .
وطالبت بيلاي برفع الحصار المفروض على غزة والكف عن قمع الناس في ممارسة حياتهم اليومية وبناء مجتمعهم الذي دمرته العمليات العسكرية الإسرائيلية المتكررة , وتدمير مرافق المياه والصرف الصحي ومعاناة السكان من نقص الوقود والأدوية .
كما طالبت بوقف سياسة الإفلات من العقاب وتطبيق الحق في تقرير المصير للشعب الفلسطيني بعد أن طال أمد الاحتلال الإسرائيلي . من جانبه قال ممثل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين « الأونروا « « إن هناك أزمة عميقة من الثقة بين الفلسطينيين في قدرة القانون الدولي والآليات الدولية على حماية المدنيين ووقف انتهاكات القانون الدولي .
وأفاد أن 40% من سكان غزة تضرروا من العمليات العسكرية الإسرائيلية وأن الآلاف من الناس مازالوا يفرون إلى ملاجئ الأونروا ، مبينا أن 118 ألف فلسطيني أي بما يعادل 6 % من مجموع السكان لجأوا في 77 مدرسة .
وأكد أن مباني الأونروا لم تسلم من الذخائر المتفجرة سواء المدارس أو العيادات والمخازن ، وقال « عندما نذهب للتحقيق في الخسائر ورغم إخطار إسرائيل يتم قصف المنشأة من جديد خلال تواجدنا فيها , بما يمثل تهديدا خطيرا للعاملين الإنسانيين وموظفي الأمم المتحدة « . وناشد باسم الأونروا المجتمع الدولي بتوفير115 مليون دولار لمواجهة الاحتياجات الإنسانية المتصاعدة في قطاع غزة .