أعلن المرشح الذي هزم في الانتخابات الرئاسية في اندونيسيا برابويو سوبيانتو أمس الأربعاء أنه يعتزم التوجه إلى المحكمة الدستورية لنقض النتائج التي تشوبها على حد قوله عمليات تزوير، ما سيطيل أمد الغموض السياسي المخيم في القوة الاقتصادية الأولى في جنوب شرق آسيا.
وقال تانتوي يحيى المتحدث باسم فريق حملة الجنرال السابق المثير للجدل برابويو سوبيانتو، غداة الإعلان الرسمي عن فوز منافسه حاكم جاكرتا جوكو ويدودو «إننا بصدد إعداد إجراءاتنا للتوجه إلى المحكمة الدستورية». وتابع «لن نتخلى عن حقنا في تحميل المفوضية الانتخابية المسؤولية»، منددا بعمليات تزوير ارتكبها على حد قوله فريق حاكم جاكرتا جوكو ويدودو الفائز في الانتخابات والذي لا يتحدر من النخبة السياسية العسكرية لثالث أكبر ديمقراطية في العالم. وفاز ويدودو في الانتخابات الرئاسية التي جرت في التاسع من تموز/يوليو بحصوله على 53,15% من الأصوات مقابل 46,85% لبرابويو بحسب النتائج الرسمية الصادرة عن اللجنة الانتخابية، بعد الانتخابات التي شهدت أكبر قدر من الاستقطاب في تاريخ الديمقراطية الإندونيسية الفتية وبلغت نسبة المشاركة فيها حوالي 71%. وجاء هذا الإعلان بمثابة مفاجأة بعدما أعلن برابويو الذي انتقل إلى عالم الأعمال، الثلاثاء رفضه الانتخابات وانسحابه من العملية قبل صدور الإعلان الرسمي عن النتائج. ودعا شقيقه الملياردير هاشم دجوجو هادي كوسومو الذي مول حملته الأربعاء القادة الأجانب إلى ألا يهنئوا جوكوي. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري ورئيس الوزراء الاسترالي طوني ابوت من القادة الذين هنأوا جوكوي حتى الآن وكذلك الرئيس المنتهية ولايته للمفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو. ويترتب على المحكمة الدستورية في حال تلقيها شكوى في مهلة ثلاثة أيام بعد إعلان النتائج الرسمية، البت في القضية بحلول نهاية آب/أغسطس، ما سيطيل الغموض السياسي في البلاد وقد ينعكس على الأسواق، مثلما حصل الثلاثاء بعد إعلان برابويو. وقد تراجعت بورصة جاكرتا أكثر بقليل من 2,2% خلال الجلسة قبل أن تستعيد انتعاشها. ورأى المحلل يوانيس سليمان أنه من غير المرجح إعلان فوز برابويو بسبب الفارق الكبير بين المرشحين الذي يتخطى ست نقاط مئوية تمثل أكثر من ثمانية ملايين صوت. وقال سليمان من جامعة الدفاع الإندونيسية لوكالة فرانس برس «لكنني لا أعتقد أن برابويو سيذهب إلى المحكمة لإعلان فوزه. أعتقد أن عليه تقديم إثباتات على حصول عمليات تزوير حتى تقرر المحكمة تنظيم انتخابات جديدة» مضيفا أن «اللجنة الانتخابية كانت شفافة للغاية في هذه العملية». وقال متحدث باسم فريق جوكوي انياس باسويدان إن المحكمة الدستورية تستطيع حتى رفض طلب برابويو. ونشرت معاهد لاستطاعات الرأي بعد انتهاء عمليات التصويت مساء التاسع من تموز/يوليو تقديرات تستند إلى عينات من بطاقات التصويت جاءت مطابقة تقريبا للنتائج التي أعلنت مساء الثلاثاء. وأعلن جوكوي فوزه فيما رفض برابويو الإقرار بهزيمته. وبعد ذلك تفاقم التوتر بسبب تبادل الاتهامات بالتزوير والغش. وشهدت هذه الانتخابات أكبر قدر من المنافسة منذ الانتقال الديمقراطي في هذا البلد بعد سقوط الدكتاتور سوهارتو عام 1998 وقد تخللتها أعمال عنف أوقعت عشرات القتلى. ويعتبر انتخاب جوكوي بائع الأثاث السابق المتحدر من عائلة متوسطة وغير المرتبط على الإطلاق بالنظام المتسلط السابق، مؤشرا إلى قيام جيل جديد من السياسيين في أكبر دولة إسلامية في العالم البالغ عدد سكانها حوالي 250 مليون نسمة. وهو يعتزم مواصلة الإصلاحات الديمقراطية التي جرت في مرحلة ما بعد سوهارتو (1967-1998).