هذه الطفلة الكفيفة: والدنيا فيها خير

في ((جداول)) سابقة كتبت عن الطفلة الكفيفة من الأحساء التي تتلمس وجه أمها فتتألم وهي تقول: ((ماما ودّي أشوف علشان أشوف وجهك وأقرأ القرآن)) لقد كتبت عن مأساة وأمل هذه الطفلة من خلال قصتها التي نشرتها صحيفة ((الحياة)) بقلم محررها أ/ إبراهيم المبرزي الذي روى قصة هذه الطفلة المحزنة، التي تدعو أمها الله في صلواتها أن يكتب لها العلاج بالداخل أو الخارج.

إنني بقدر ألمي من وضع هذه الطفلة الكفيفة إلا أن ما أراحني بعد مناداتي لعلاجها: ذلك التجاوب العملي وليس التنظيري الذي تلقيته بعد نشري قصة هذه الطفلة ((بالجزيرة)) وبعد أن شاركت ((سبق)) مشكورة في نشر ندائي لعلاج هذه الطفلة فكان التواصل معي عبر الاتصال الشخصي أو عبر حسابي بتويتر الذي نشرت مقالي فيه، فمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون أبدى المدير العام التنفيذي له د. عبدالإله الطويرقي استعداد المستشفى للكشف عليها من قبل استشاريي المستشفى بعد وصول تقريرها ثم علاجها إذا أثبت التشخيص والتقارير إمكانية إعادة بصرها، وقد تواصلت مع الزميل أ. إبراهيم المبرزي للاتصال بعائلتها بالأحساء وإرسال تقريرها، كما تفاعل الصديق استشاري العيون د. سعيد المطوع مع مأساة هذه الطفلة مبدياً استعداده بما يستطيع عبر تغريدة أرسلها لي بتويتر.

أما أهل الخير فقد تواصل معي أكثر من واحد وكان أول اتصال من الشيخ الفاضل حمد بن عبدالعزيز الجميح الذي أبدى استعداد مبرة الجميح الإسهام بعلاجها إذا كان ذلك ممكناً طبياً ثم أعقبه الأستاذ العزيز صالح الرشيد أخ رجل الخير د. ناصر الرشيد مفيداً أن أخاه د. ناصر اتصل به من الخارج طالباً الاتصال بي وإفادتي باستعداده لعلاجها داخلياً أو خارجياً، واتصلت بي امرأة فاضلة رفضت أن تقول اسمها مبدية هي الأخرى استعدادها لعلاجها.

ولقد أفدت هؤلاء الأخيار بأن مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون أبدى مديره العام التنفيذي جاهزية المستشفى لعلاجها إذا كانت عودة بصرها ممكنة طبياً بعد الاطلاع على تقاريرها وتشخيصها.

- وبعد:

هذا هو مجتمعنا يتنادى إلى الخير ويتنافس بالعطاء بحافز الرغبة بالعمل الإنساني، والظفر بالأجر من الله من منطلق قول من جلّ في علاه: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا}.

امتنان باسم هذه الطفلة الكفيفة وأمها وأسرتها لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وللرجلين الفاضلين الجميح والرشيد ولتلك السيدة الفاضلة أسأل الله أن يسعدهم بالدنيا والأخرى، وأن يكتب لهذه الطفلة الشفاء ليعود النظر إلى عينيها لتحقق أمنيتها البالغة التأثير: رؤية وجه أمها، وقراءة كتاب ربها.

اللهم يا من رحمته وسعت كل شيء ارحم هذه الطفلة البريئة ومنّ عليها وعلى أمها الصابرة بعودة بصرها.

=2=

** أين المنصفون؟ **

** لو تذكرنا عواقب الظلم لما اقتربنا منه ولعل أقسى ضروب ما يتجه إلى الأضعف والأقرب: زوجة أو بنتاً أو طفلاً أو مرؤوساً، فلننصف الآخرين الأقربين والأبعدين قبل أن يأتي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وعمل رشيد ولسان عفيف.

حقاً ((لو أنصف الناس لاستراح القاضي)) ولاستراحت المحاكم وهيئات حقوق الإنسان ولكن أين المنصفون.

=3=

** ابتهال قلب **

** اللهم ازرع الرحمة في قلبي على الضعفاء والمساكين وانشر جداول الحب في مسارب ذاتي لكل الناس أجمعين.

اللهم انزع (القسوة) من قلبي.. والكراهية من جوانحي.

=4=

- أصدق القول -

- {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} [سورة النور: 37-38].