)) إلى ما قبل فترة وجيزة كانت هيئة الغذاء والدواء تعلن بكل شفافية عن اسم أي غذاء أو مشروب فيه ضرر وتبين الأضرار المترتبة عليه، لاحظنا مؤخراً عدم مبادرة الهيئة إلى ذلك ما عدا بعض الأدوية!.
والدليل أن الناس لازالوا حائرين أمام كثير من المواد المعروضة من مأكولات ومشروبات والحديث يدور كثيراً حول أضرار فيها والمستهلك محتار: هل ما يقال وينشر صحيح أم لا؟ لأنه لم تأت جهة رسمية موثوقة مثل هيئة الغذاء لتوضح الأمر للمستهلكين.
))
) وأضرب مثلاً بمياه الشرب ((الصحية)) أو التي يطلق عليها صحية، فما أكثر ما يقال وينشر عن بعض أنواع منها وأضرارها الخطيرة، والمستهلك يقع في حيرة: هل يستخدمها أم لا والحقيقة غائبة والذي يمتلك الحقيقة هو: هيئة الغذاء بمختبراتها وأجهزتها والمختصين فيها.
))
) وهناك العديد من المأكولات يطرح كثير من القول عنها وأضرارها والمستهلك يتساءل - بقلق - هل هذا صحيح أو غير صحيح فيمتنع عنها أو يستمر في تناولها.
فهذا مثلاً ((غذاء)) لا تخلو منه مائدة ألا وهو الدجاج فقد نشرت كتابات عن تسببه بالسمنة و((تثدّي)) صدور المراهقين والهيئة صامتة. والذي بادر بالتوضيح هو أحد منتجي الدجاج المعروفين الشيخ عبدالرحمن فقيه الذي كان واضحاً جداً فلم يكتف بنفي أو مجرد توضيح لما يطرح أو يقال بل طلب من كل من يريد أن يطمئن من المستهلكين أن يقوم بنفسه بزيارة ((مزارع فقيه)) التي تنتج ((الدجاج)) ليطلع عليها وعلى ماذا تأكل وما هو الجو الصحي الذي تولد وتتربى فيه، وكانت مبادرة موفقة من الشيخ الفقيه فقد طمأن فيها الناس على منتوجات مزارعه من الدجاج وإنني بالمناسبة أحيي هذا الرجل الذي شهد تاريخه بوطنيته ومراقبة ربه ثم ضميره فحتى السعر فدجاج فقيه ذو سعر ثابت وكذلك البيض على مدى سنوات طويلة.
))
) إن على هيئة الغذاء أن تبادر بنفسها إلى توضيح ما يدور من شائعات وحقائق حول ما يأكل الناس ويشربون فالأمر يتعلق بصحة الناس ومع الأسف فالتجار صامتون، بل بعضهم ينفي أي ضرر على ما يبيعه أو ينتجه، دون أن يثبت للناس ذلك أو تقوم الهيئة بتبيين ذلك، كم نتطلع أن يفعلوا بقية المنتجين والمستوردين مثلما فعل الشيخ عبدالرحمن فقيه - الذي أطالب الهيئة بتثمين وتشجيع خطوته العملية ليقتدي به الآخرون المنتجون والمستوردون بحيث لا يكتفون بالنفي بل يتيحون الفرصة لمن يريد زيارة مواقع الإنتاج، وهذا من صالحهم حيث يخلق ثقة المستهلك بهم كما فعل الشيخ فقيه.
))
أخيرا إن على هيئة الغذاء والدواء أن تسمي الأشياء بأسمائها كما خولها نظامها ونثق أن الهيئة لن تجامل بصحة الناس أو تتهاون في أي ضرر عليهم، وهذا أحد أهم أهداف الهيئة التي قامت من أجلها.