** يا للنفوس المضيئة التي ترضى بما قسم الله لها أن منحها خيراً فرحت، وتخضّبت لحظاتها بالبهجة من غير أن تبطر وإن حُرمت بعض متع الدنيا صبرت فلم تشك وأدركت أن ذلك مقدر لها فترضى!
قرأت قبل فترة حكاية بليغة التعبير بالغة التأثير تحكى قصة عامل فقير أتاه رزق من الله فلم يبطر ونقص رزقه فلم يتذمر.
اقرؤوا معي هذه القصة المعبّرة:
(روي أن رجلاً كان خادماً مخلصاً في عمله ويؤديه على أكمل وجه، إلا أنه ذات يوم تغيب عن العمل.. فقال سيده في نفسه:
لا بد أن أعطيه دينارًا زيادة حتى لا يتغيب عن العمل...
فبالتأكيد لم يغب إلا طمعًا في زيادة راتبه لأنه يعلم بحاجتي إليه.
وبالفعل حين حضر ثاني يوم أعطاه راتبه وزاد عليه الدينار.. لم يتكلم العامل ولم يسأل سيده عن سبب الزيادة.
وبعد فترة غاب العامل مرة أخرى، فغضب سيده غضبًا شديدًا وقال:
سأنقص الدينار الذي زدته.
وأنقصه..
ولم يتكلم العامل ولم يسأله عن نقصان راتبه..
فاستغرب الرجل مِنْ ردة فعل الخادم، وسأله: زدتك فلم تسأل، وأنقصتك فلم تتكلم!
فقال العامل: عندما غبت المرة الأولى رزقني الله مولودًا..
فحين كافأتني بالزيادة، قلت هذا رزق مولودي قد جاء معه.
وحين غبت المرة الثانية ماتت أمي، وعندما أنقصت الدينار، قلت هذا رزقها قد ذهب بذهابها).
إنها فلسفة رائعة للحياة وأرزاقها من عامل بسيط.
وبعد خذوا الحكمة والتجربة من بسطائكم فهم لم تشغلهم بهارج الدنيا عن التأمل بالحياة وحِكَم الله في الكون.
=2=
** لتنال حقوقك أعرفها!
** لا يستطيع أي إنسان أن يحصل على حقوقه إلا إذا عرفها وكان على بصيرة بها.
كم من رجال ونساء ضاعت حقوقهم لأنهم لا يعرفونها.. وهذا دور الهيئات المختصة وفي مقدمتها (هيئة حقوق الإنسان) ثم وسائط الإعلام المختلفة، ومنابر الجمعة للإسهام بالتعريف بهذه الحقوق ولدى هيئة حقوق الإنسان مشروع مهم وافق عليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو (مشروع التعريف ونشر حقوق الإنسان في بلادنا) ذلك أن الإنسان سواء كان سعودياً أو مقيماً رجلاً أو امرأة هو الذي تبدأ منه الخطوة الأولى لنيل حقه عندما يعرفه فيغيض الظلم ويفيض العدل بين الناس. والملك عبدالله هو الذي قال كلمته الشهيرة في مجلس الشورى: (سأضرب بيد العدل هامة الجور).
إن على الإنسان أن يعرف ما له وما عليه ثم يسعى لنيل ما هو حق له، وإعطاء حق الغير له.
=3=
** جدول سفر!
** تتقاذفك المطارات..!
من جوِ إلى أرضِ، ومن أرضِ إلى جوِ « كأنك مولع بفضاء الله تذرعه « كما قال ابن عمك «ابن زريق» عندما امتلأت عيناه بزرقة الدموع، ووحشة الغربة، وحرقة الهجر..!
=4=
- آخر الجداول -
* قال الشاعر:
(كأن همسك في رياه وشوسة
دار النسيم بها بين الأزاهير)