تابعت حتى الآن كل مباريات بطولة كأس العالم التي أقيمت في البرازيل إما مباشرة أو مسجلة، لكن هناك منتخبات تابعتها باهتمام أكبر لأسباب مختلفة؛ إما لأنها تقدم المتعة والانتشاء في اللعبة، أو أنها مفضلة عاطفياً ولجوانب شخصية أو عناصر مفضلة فيها.
أول المنتخبات في هذا الجانب منتخب الجزائر الذي كان حضوره قوياً وأبهر العالم، وتعاطفي وكل من هو مثلي طبيعي جداً، فهو منتخب عربي إفريقي، وقبل ذلك والأهم منه منتخب مسلم وبعض لاعبيه أدى المباريات وهو صائم (تقبل الله منهم).
جانب إضافي مهم شكل اهتمامي بالمنتخب هو وجود المدرب الصربي (المسلم) وحيد خليلو فيتش على رأس الجهاز الفني وهو مدرب عرفته عن قرب قبل ثماني سنوات عند ما درب فريق الاتحاد لكرة القدم، وكان مدرباً جاداً وصارماً يميل إلى النظام والانضباط ويفضل أن يكون لاعبيه الكبار أول من يلتزم بذلك، وهو ما لم يكن يقبل أو يترك مدرباً يسير عليه أو يطبقه في الاتحاد، ولذلك أقصي خليلو فيتش بعد حادثة (سحب) شارة القيادة المشهورة والمعروفة، والأكيد أنه لم يستمر في الاتحاد أي مدرب من (نوعيته) وأشهرهم البرتغالي مانويل جوزيه المعروف، وآخرهم الإسباني راؤول كانيدا مدرب فريق النصر حالياً، وهو ما أود الحديث عنه..
الملاحظ أن هناك انتقادات لبعض الاتحاديين ممن تعودوا على ملاحقة بعض من يقصى من تدريب الفريق بمعلومات وآراء توحي أنهم مدربون فاشلون أو بلا تجارب ولا يفهمون «الكورة»، وهناك من يطلق ألقاباً على بعضهم فيقول إنه خباز أو خياط وقيل ذلك عن خليلو فيتش أو سباك وقد أطلق على كانيدا، ولعل من المهم أن لا يؤثر ذلك على عمل كانيدا مع فريقه الجديد النصر..
النصر لا أتوقع أنه من الفرق التي لا تقبل الصرامة في التعامل مع اللاعبين أو ترفض (النظام) لمصلحة الفريق وهو أمر يجيده جيداً كانيدا، وتمسكه بذلك كان من أسباب (إبعاده) من الفريق الاتحادي، على الرغم من النجاحات التي حققها، حيث لم يخسر مع الفريق ولا مباراة لوقت طويل وقاده إلى الدور ربع النهائي في دوري أبطال آسيا بعد تصدر مجموعته، فاز على بيروزي الإيراني 3/صفر.
وأقصي جوانزو الصيني القوي، وربما إن خطأ كانيدا هو أنه حاول أن يعمل (نظاماً) في الفريق وأن يضع شروطاً في عقود اللاعبين المحترفين ويحدد عقوبات لمن يرتكب أخطاء من اللاعبين المحليين من ذلك مثلاً: أن اللاعب الذي يحصل على 7 كروت صفراء في الموسم يخصم راتب شهر منه، ومن يحصل على 4 كروت حمراء في الموسم في كافة البطولات يخصم منه راتب شهر وهو في نفس الوقت وضع مزايا للإجادة، ومنها مثلاً أن المحترف إذا سجل (15) هدفاً في الموسم أو قام بتمرير 15 كرة تؤدي إلى تسجيل أهداف يعطى مكافأة راتب شهر، والأهم من كل ذلك أنه كان مؤيداً لسياسة الإحلال، المنتظر أن لا تؤثر الملاحقات وبعض ما يكتب عن المدرب على عمله الحالي في النصر ويترك الحكم لما يفعله ويقوم به ونتائجه دون النظر إلى أسباب إقصائه من الاتحاد وهي لم تكن أسبابا فنية، إذا فعل النصراويون ذلك فأتوقع وأنتظر أن يكون كانيدا فيما يقدمه ويفعله خليلوفيتش آخر.
كلام مشفر
· وحيد خليلو فيتش قرر بعد خروج منتخب الجزائر من كأس العالم ترك الأخضر غير أن حملة كبيرة تتم في الجزائر تحت شعار (الشعب يريد بقاء وحيد) للمطالبة باستمراره إلى درجة تدخل رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة وانضمامه مع المطالبين باستمراره ومنعه من الرحيل.
· المدرب الكبير أو الناجح ليس بالضرورة أن يكون عقده عالياً ومطالبه كثيرة ومزاياه متعددة، خليلوفيتش جاء في استفتاء أجرى عن المونديال عن أفضل المدربين في البطولة بعد انتهاء دور الثمانية، في المركز الرابع.
· وبالمناسبة من بين أغلى عشرة مدربين مسؤولين عن منتخبات مشاركة في كأس العالم العشرين لم يستطع سوى ثلاثة مدربين الوصول مع منتخباتهم إلى الدور ربع النهائي في البطولة، بعد تجاوز دور المجموعات.
· وفي نظرة إلى قائمة أخرى هي قائمة (أغلى مدربي كرة القدم في العالم) فإن أول خمسة منهم لا يوجد أيا منهم ضمن قائمة مدربي منتخبات مونديال البرازيل، ومن تواجد فهو هناك للمتابعة أو التعليق أو المشاركة ضمن طواقم التحليل في القنوات الفضائية.
· أولهم مثل الفرنسي أرسين فينغر (الأرسنال) الذي يعد رابع أغلى مدرب في العالم، بينما المدرب الأول في العالم في تصنيف الأغلى من حيث العقد المالي جوزيه مورينيو(سبيشل وان) فقد فضل السياحة والبحر على الذهاب إلى البرازيل، ولم أسمع صوتاً لمن معهما في القائمة أثناء المونديال.
· خاصة غوارديولا ثاني القائمة، أو حتى الإيطالي مارسيلو لبي مدرب فريق غوانزو الصيني الذي يعد ثالث القائمة، ثم الإيطالي كارلو انشيلوتي الذي اختفت تصريحاته وتحليلاته بعد خروج إيطاليا وإسبانيا من دور المجموعات وتفرغ لصفقات فريقه الملكي (ريال مدريد).
· ما سبق معناه أن اختيار مدرب حسب تصنيفه وعقده المادي الكبير لا يعني نجاحه في البطولة الكبيرة وليس شرطاً لتفوقه حتى وهو يدرب فريقاً أو منتخباً كبيراً والدليل أن مدربين لمنتخبات وفرق كبيرة ليسوا في تصنيف الأغلى ومع ذلك وصلوا إلى المربع الذهبي.