على مدى يومين أُقيم نهاية الأسبوع الماضي في جدة ورشة عمل خاصة للمتحدثين الرسميين كان عنوانها: (المتحدث الرسمي.. الإعلام الجديد.. الرؤية والتطلعات) نظمتها وزارة الثقافة والإعلام، وافتتحها معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة، وهي الورشة الثالثة للمتحدثين الرسميين التي تنظمها الوزارة منذ صدور قرار مجلس الوزراء رقم 209 في شهر رمضان عام 1434هـ.
بعيداً عن محتوى الورشة ومردوها و(الملاحظات) الكثيرة على الطرح (النظري) فيها وما هو بعيد فيها جداً عن واقع العمل (الميداني) والحقيقي للمتحدث الرسمي وحقيقة تفاعله مع وسائل الإعلام وأدواره وطريقته، وذلك ليس حديثي هنا، فإن الحديث (رياضي) في شأن الورشة يتعلق بالغياب الكبير الذي شهدته من قِبل (المتحدثين الرسميين) للأجهزة الرياضية الرسمية وعدم تواجدها بشكل شبه تام، حتى وإن كان الحضور العام للورشة (أصلاً) ضعيفاً قياساً بسابقتيها، وتحديداً الورشة الثانية التي أُقيمت في الرياض، وكان عنوانها: «ورشة عمل المتحدث الرسمي والإعلاميين .. المسؤولية المشتركة»، وحضرها ما يزيد على 200 متحدث رسمي ومشارك، في حين كان الحضور الإعلامي والصحفي في الورشة الثالثة ضعيفاً، وكان ذلك موضع حديث المشاركين، مع أن الورشة كانت (مشتركة) فهي خُصصت للمتحدثين الرسميين وللإعلاميين معاً، إذ إنها كانت معنية بإطلاق منصة تواصل خاصة بين الإعلاميين والمتحدثين الرسميين، حتى وإن شهدت الورشة حضور أسماء صحفية ورياضية وإعلاميين رياضيين أيضاً، لكنهم جاؤوا مشاركين عن إدارات وأجهزة غير رياضية مثل الزملاء عبد العزيز الهدلق وحاتم المسعودي ورجاء الله السلمي وغيرهم.
غياب المتحدثين (الرسميين) في أجهزة الرياضة الرسمية وحتى الاتحادات الرياضية عن الورشة هو امتداد للغياب الذي نسجله دوماً على أجهزة الرياضة المعنية في الكثير من المناشط الواجبة والمهمة والفعاليات الرسمية التي لها علاقة بالمجتمع وبالشباب والرياضة أيضاً، خصوصاً في جوانب أصبحت أساسية في العمل الحكومي والعمل المؤسساتي بشكل عام، ومن ذلك عمل المتحدث الرسمي وأهميته المتنامية وضرورته الرسمية تنفيذاً للتعليمات، حيث أصبح المتحدث الرسمي كما قال معالي وزير الإعلام والثقافة في كلمته الافتتاحية في المؤتمر (مهمته التواصل مع وسائل الإعلام سواء مرئية أو مقروءة أو مسموعة أو وسائل الإعلام الإلكترونية لتمثيل جهته في كل ما يتعلق بشؤونها).
إن الغياب الرياضي (الرسمي) والتفاعل الحقيقي مع مناشط هامة اجتماعية وفعاليات التنوع المجتمعي الملحوظ مسألة لا بد وأن يتم الالتفات لها وتداركها والتخلص منها، خصوصاً أن الحراك الرياضي هو الأكثر حضوراً وانتشاراً في وسائل الإعلام المختلفة والأكبر سيطرة في الإعلام الجديد ووسائل التواصل الاجتماعي.. ولا بد على الأقل من محاولة مجاراتها أو مسايرتها بالطرح والحضور والتفاعل ولا أريد أن أقول قيادته.
كلام مشفر
* أولى خطوات عمل ونجاح المتحدث الرسمي هو حسن اختياره وأن يكون صاحب قناعة وجهد وحس إعلامي بدرجة كبيرة وإدراك لأهمية العمل الإعلامي والدور المطلوب منه، وصاحب قدرة على التفاعل والتعامل مع الإعلام والإعلاميين.
* المتحدثون الرسميون في بعض أجهزتنا الرياضية مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة الأولمبية السعودية والاتحادات الرياضية، هل يحققون هذا الواقع؟.. هل يسجلون الحضور المطلوب أو المفروض على الأقل وبالدرجة المقبولة، خصوصاً أن هناك متحدثين رسميين لم يسبق لهم التعامل مع الإعلام إلا بعد (تنصيبه) وظيفياً.
* تجلى الدكتور سعود صالح كاتب في ورقة عمله التي قدمها في الورشة وكانت ذات جوانب ثرية ومهمة، رغم اختلاف العديد من الحاضرين معه وحول أجزاء من الرؤية (الحقيقية) لما هو مهم ومطلوب من المتحدث الرسمي والتي هي بعيدة في الواقع (العملي) والميداني للمتحدث الرسمي عن (نظرياته وتنظيراته) التي أسرف فيها.
* آفاق واسعة وجوانب كبيرة ومهمة جداً طرحها الدكتور خالد القحص في ورقته التي قدمها في الورشة (المقابلات الإعلامية.. أسرار ومهارات) استفاد منها الحضور، وأعتقد أن مثل هذه الورقة هي الأكثر احتياجاً عند أكثر المتحدثين الرسميين لقلة العمل والمباشرة لها.
* منصة (نال) التي أطلقت في الورشة والمخصصة للتواصل بين الجهات الحكومية والإعلاميين تحدٍ كبير لوزارة الثقافة في تفعيلها وتسجيل حضورها وأهميتها ودورها، للطرفين معاً من المتحدثين الرسميين والإعلاميين، على الأقل ننتظر أن تخرج وسيلة الالتقاء والتواصل بين المتحدثين الرسميين (مقتصرة) على ورش العمل الحالية.. كان الله في عون الزميل خالد الفال مسؤول المنصة.