تتداول مع انطلاقة مباريات نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم العديد من الأرقام والإحصائيات المهمة عن البطولة والمنتخبات واللاعبين المشاركين فيها، وعن المونديال عموماً، مما يضفي بعداً تاريخياً وإعلاميا للبطولة قبل وأثناء وبعد المواجهات، ويشكل ذلك معلومات محببة لدى المتابعين وعشاق اللعبة ، وهو ما نلاحظه هذه الأيام منذ وقبل انطلاقة المونديال العشرين في البرازيل وسيستمر ذلك حتماً بعده، إلى أن يأتي المونديال القادم في روسيا، والأرقام التي تتداول ليست فقط أو خاصة باللعبة والتنافس فيها، ذلك أن إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم في دولة ـ أي دولة ـ أكبر من مجرد التنافس في لعبة ومسابقة دولية.
الدراسات التي تصاحب استضافة البرازيل للنسخة العشرين من مونديال العالم، تقدم مخرجات مهمة عن اللعبة تتجاوز أنها مجرد رياضة أو أنها منافسة أو وسيلة عالمية للدعاية، أو أنها واحدة من أدوات العلاقات العامة المهمة وتحسين الصورة عالمياً.. تقول إحدى الدراسات في هذا المجال إن تنظيم البرازيل للبطولة يقدم لها فرصة (تحسين نوعية الحياة للشعب البرازيلي، وزيادة الدخل وتوزيع الاقتصاد بإرادة جديدة وتحديث البنية التحتية)، بل إنّ الدراسة تذهب إلى أكثر من ذلك فتقول (إنّ التنظيم يعطي للبرازيل زيادة معدلات النمو أضعاف ما هو قائم حالياً عن طريق الاستثمارات) الدولية المتنوعة.
لقد أنفقت البرازيل مبلغاً مالياً كبيراً جداً من أجل تنظيم البطولة، وصل إلى أكثر من 22 مليار دولار، لتحسين البيئة التحتية الخاصة بالبطولة في المدن والملاعب الأثني عشر التي تستضيف وتقام عليها المباريات، غير أن العائد المتوقع لها يزيد خمس مرات على مجموع ما أنفقته، إذ يقدر بما يصل إلى 113 (مائة وثلاثة عشر) مليار دولار، زيادة في الاقتصاد البرازيلي وسيرتفع مع نهاية البطولة إلى أكثر من 140 مليار دولار.
لغة الأرقام (غير الكروية) في البطولة التي تدعو للعجب والتأمل كثيرة؛ منها أن ما وفرته البطولة من فرص العمل بلغت 3.63 مليون فرصة عمل إضافية، وأنها زادت الدخل القومي ما مقداره 63.84 مليار دولار، وزيادة الناتج المحلي الإجمالي 2.17% عن عام 2010م أي ما يقدر بحوالي 3 تريليونات دولار، كل ذلك يعود إلى أن المونديال واستضافة البطولة توسع نشاطه بشكل كبير فأصبح يشمل 55 نشاطاً متنوعاً و110 منتجات اقتصادية و10 مصادر للدخل..
إن مقولة كرة القدم أصبحت صناعة واقتصاداً و(تنمية مستدامة) لم تأت من فراغ.
كلام مشفر
· يطمع المنظمون للمونديال في البرازيل أن يكون تنظيمها نموذجاً في مجال (التنمية المستدامة) وهم أطلقوا قبل انطلاقته مبادرات عملية لتحقيق أهدافهم.
· الإرث الذي سيخلفه التنظيم يزيد من تأثيرات الرياضة والاهتمام بها والصرف عليها، بعد أن أصبحت أحد أهم مصادر النمو الاقتصادي والتقدم والرخاء في القرن الحادي والعشرين.
· مجرد أن ينتهي المونديال الحالي تبدأ البرازيل العمل والاستعداد لتنظيم رياضي كبير ومهم، حيث ستستضيف دورة الألعاب الأولمبية الصيفية القادمة عام (2016م) التي ستقام في واحدة من أهم مدنها.
· إذ فازت مدينة (ريودي جانيرو) بتنظيم الدورة (31) من الأولمبياد بعد منافسة مع مدن وعواصم كبيرة وعريقة هي تحديداً مدريد عاصمة اسبانيا وطوكيو عاصمة اليابان ومدينة شيكاغو الأمريكية.
· السياحة هي أكثر ومن أهم ما يتبادر إلى الذهن مع ذكر الاستضافة وتنظيم المونديال، وهي سترتفع في البرازيل في السنوات القادمة، فبعد أن حافظت على مستوى ثابت من حيث عدد السائحين على مدى خمس سنوات (5 ملايين سائح) سيتضاعف هذا الرقم السنوات القادمة وتصبح برازيليا منافسة لجاراتها الكبرى سياحياً، وكذلك ريودي جانيرو هي المدينة البرازيلية الكروية المعروفة عالميًا وفيها ملعب الماركانا الشهير والكوباكبانا والأولمبياد القادم.
· في انتظار كوريا الجنوبية اليوم؛ خيبت المنتخبات الممثلة لآسيا الآمال المعقودة عليها في الجولة الأولى من دور المجموعات في المونديال بظهورها الباهت ونتائجها الضعيفة وخسارة أستراليا واليابان رغم تعادل إيران.
· وكوريا تبدو أنها ذات فرص أفضل في أن يكون لها حظوظ المنافسة على التأهل، من خلال منتخبات مجموعتها التي تلعب الأربعاء وبإمكانها مقارعة الجزائر وبلجيكا وروسيا.
· هل سنشاهد الحكم الياباني الذي قاد افتتاحية المونديال يقود مباراة قادمة في المونديال؟ المعالجة الدقيقة والتعامل العملي مع أخطاء الحكام؛ حفاظاً على حكام البطولة وسمعة البطولة والمنافسة فيها والتي تعوّدناها في المونديال تقول إن الحكم نيشيمورا ربما يكون لحظة نشر هذا المقال قد وصل طوكيو، ففيفا لا يجامل ولا يتجمل.