أكثر البرامج التليفزيونية رواجاً هذه الأيام، هي برامج الفتاوى، وبرامج الطبخ، إذا ما استثنينا المسلسلات الفنية (الأكثر خلاعة) في الشهر الفضيل، والمسابقات (الأكثر شفطاً) لجيوب الصائمين !.
اللافت أنّ برامج الفتاوى تحقق (شعبية جارفة) بدليل كثرة الاتصالات والرسائل، ومذيعوها يحققون (شهرة عالية) تبعاً لكمية (النشأ) المبخوخ على (غترهم البيضاء) على الأقل، وهذا شيء جيد لو كان هؤلاء المتصلون حريصين بالفعل على البحث عن إجابة، إلاّ أنك تشعر بأنّ المُتصل في بعض الأحيان لا يُرتب للسؤال، وقد يغيّر في أحداث القصة التي يسأل عنها، وقد يتدخل المذيع في تغيير صيغة السؤال أصلاً؟! .
وهنا أذكر أنّ أفضل (مذيع) لبرامج الإفتاء، هو من يصمت ليترك السائل يتحدث للمفتي مباشرة، يفهم منه، ويستوضح، ويجيب عليه، ويكون دور المذيع الربط فقط، لكن واقع بعض المذيعين هداهم الله، أنهم يتقمّصون دور المشايخ، وأحياناً لا يعجبه السؤال، وقد يعيده على الشيخ بصيغ أخرى، حتى يسمع من المفتي كلمة (حرام ولا يجوز ولا ينبغي)، وهنا يرتاح المذيع، بعد سماع الإجابة التي يعتقد البعض أنها تمنح برامجهم (أهمية) نتيجة تغيير الصيغ، وتضييق الحالات، مع العلم أنّ الدين يُسر !.
أتمنى أن نجد دراسة تبيِّن لنا، نسبة من يستفيدون فعلاً ويكتفون (بإجابة) برامج الإفتاء المباشرة، ويعتمدون ويعملون ويقتنعون بها عبر (التليفزيون أو المذياع)؟ وبالمقابل نسبة من يبحثون عن (شيخ آخر) لطرح السؤال عليه ؟ إضافة إلى نسبة من يعيدون طرح السؤال عبر وسائل الإعلام أيضاً، رغم معرفة الإجابة مُسبقاً ؟! وبحث الأسباب التي تجعل البعض يمتهن ويكرر طرح الأسئلة (هنا وهناك) ؟!.
في اليومين الماضيين معظم الأسئلة كانت حول المُفطرات، ومواقف الإمساك، علماً أنّ رمضان وأيام الصيام لم تبدأ بعد للسؤال عن هذه المواقف، إلا ذا كان هؤلاء يُحبون تجهيز (العصابة قبل الفلقة)، أو أنهم مُفرطون من رمضان الماضي؟!.
هذا يدعونا لإعادة النظر في طريقة تقديم (برامج الإفتاء) وتطويرها!.
وعلى دروب الخير نلتقي .