تدرس اليابان هذه الأيام تخفيف القيود المفروضة على (الرقص) بعد منتصف الليل، ضمن قانون (الأخلاق العامة) المُطبق منذ عام 1948م، الذي يحظر الرقص في هذا الوقت حتى في تلك الأماكن المُصرح لها، والمُخصصة للرقص، مما يُمهد الطريق لانتهاء عصر (المداهمات الليلية) من قبل الشرطة لهذه الأماكن!
اليابان شعب منظم جداً، ووجود قانون مُعلن لتنظيم هذه العملية ومنعها، ساعد كثيراً في التزام (الشبان) بهذه التعليمات، ومن ثم مناقشتها وطرحها على (طاولة للحوار) لمعرفة مدى ملاءمة تطبيقها للجذب السياحي، مع اقتراب استضافة دورة الألعاب الأولمبية التي بقي عليها أقل من 6 سنوات!
من المناسب أن نبحث في (التجربة اليابانية) للأخلاق، طالما أن (رويترز) نشرت مسودة خطة تخفيف هذه القيود، وفي هذا دليل أن (هاجس الأخلاق) يهم كل المجتمعات باختلاف ثقافاتها، ويتأكد من خلال مداهمة الشرطة اليابانية لمنع (منكرات الرقص) بعد منتصف الليل وفق عُرف ونظام المجتمع، وأعتقد أننا نمتلك مثل هذه التجارب في (نصفها الأخير) بضبط المخالفة، ولكننا نفتقد (جزءا مهما) وهو نشر قائمة (بالمخالفات الشرعية) التي قد يرتكبها العامة (دون مبالاة)!
أقترح هنا أن يكون لدى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دراسة لأكثر (المنكرات الشرعية) التي يتم ضبطها، ومن ثم التعريف بها, والتحذير من ارتكابها، عبر وسائل الإعلام، أو بنشرات ومطويات، وكتب باللغة العربية والإنجليزية، أو من خلال موقع الهيئة على الشبكة العنكبوتية، لتثقيف السعوديين وغيرهم من المقيمين في بلادنا بأسلوب (جاذب ومحبب)، يؤكد أن التعاليم الدينية، والقانون السعودي، يمنعان هذا السلوك أو ذاك، ويمكن وضع قائمة (أقل تحذيراً) تتعلق ببعض ما يُخالف (عادات وتقاليد وثقافة المجتمع) وآدابه العامة!
أتوقع أننا سنجد، ونلحظ انخفاضاً في عدد هذه المخالفات بين شبابنا وغيرهم بسبب (التوعية وتبصير الناس) بمثل هذه القوائم التثقيفية التي تعد من باب (التوعية والنصح)، وتقطع باب الاجتهاد الخاطئ، فنحن (المسلمين) أولى من غيرنا بالتنظيم، والحث باللطف، ونصح الناس قبل معاقبتهم!
فهل يمكن أن تستفيد (الهيئة) من (التجربة اليابانية)؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.