سألت الدكتور هاشم عبده هاشم عن سقف الحرية الذي يمنحه (للزملاء الكُتّاب) في صحيفة عكاظ؟! فقال القاعدة الذهبية لديّ تقول: (ليس هناك شيء ممنوع أن يُقال، أو أن يُتحدث فيه، ولكن السؤال الكبير: كيف يُقال؟ حتى يُنشر)؟!.
وأعتقد أن هذا يضعنا في صورة أكبر لفلسفة (حرية الطرح) في الإعلام السعودي، الذي عادة ما يكون (مادة دسمة) لبعض الزملاء الإعلاميين العرب للحديث حولها، وهناك من يحاول ركوب الموجه لتشويه حرية (الإعلام والنشر) في السعودية لمصالحهم الخاصة، حيث يعتقد بعضهم بشكل خاطئ، أن الإعلاميين السعوديين مُكبلين بقيود ومحاذير كبيرة جداً تتقاسمها (الثقافة الدينية) للمجتمع، و تعليمات وزارة الثقافة والإعلام!.
وهذا طرح قاصر جداً، ينم عن (عدم فهم) لطبيعة الإعلام السعودي، الذي أعتقد أنه اليوم يعد من أكثر المنابر الإعلامية العربية تحرراً من قيود (الرقابة المُسبقة) لما سيُنشر, بفضل المنهج المعتدل الذي تسلكه الدولة مع الإعلاميين في السعودية، والمناخ الإبداعي الذي نعيشه في (العهد الميمون)، إضافة للتطور الإلكتروني وثورة المعلومات، وهذا لا يعني - بالتأكيد - ترك الحبل على الغارب، وعدم المحاسبة على الطرح الخاطئ أو السيئ بعد النشر!.
ولكن الفرق بين الإعلامي في السعودية وخارجها، أن من يعمل في السعودية هو من يحدد (سقف حريته)، فقد سُمح له أن يطرق كل الأبواب، ويناقش كل القضايا - دون قيود - أو تدخل من أحد طالما أنه يطرح (فكراً راقياً)، وثقافة مُعتبرة لا تمس المعتقدات والثوابت، و هناك عشرات الأدلة فيما يطرح عبر التليفزيون، والإذاعة، أو ما ينشر عبر الصحف والكتب، والمواقع الإلكترونية!.
هناك من يحاول وصف الأمر (بالفوضى) والمزاجية بحجة عدم وجود (محاذير مكتوبة) ومتفق عليها لما يُمنع من النشر، خصوصاً في مناسبات مثل معرض الكتاب وغيره، وهؤلاء بكل تأكيد يتحدثون (بشكل نظري) مُخالف للحقيقة، و لأهداف وغايات (مشبوهة)، ولم يعملوا في الإعلام السعودي من الداخل، حتى يقيموا الأمر بشكل صحيح ومقبول!.
أعتقد أن الكرة في ملعب (الإعلاميين السعوديين) ليدافعوا عن أنفسهم أولاً، ويشعروا الآخرين في كل مناسبة، بحجم وسقف الحرية الذي يعملون من خلاله، بعيداً عن كلمة (ممنوع)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.