حديث الأوساط الشعبية في حائل هذه الأيام وفاة 130 فرطاً خلال شهرين وعشرة أيام!!؟.. الأحد قبل الماضي صلى الناس في جامع برزان على 12 «اثنى عشر» فرطاً.. الشئون الصحية في المنطقة لم تنفي ما جاء على لسان المشرف على جنائز حائل ونشرته صحف حائل الإلكترونية الأيام القلية الماضية بل نشرت «سبق حائل» بياناً إيضاحياً جاء فيه: (... إن عدد الوفيات خلال الأشهر الثلاثة الماضية «7،6،5» بلغ 151 «مائة وواحد وخمسين» فرطاً، وعرج البيان على الأسباب المختلفة التي سببت الوفيات - كما تراه الشئون الصحية في المنطقة - وهي:
- 83 حالة إجهاض!!!؟؟.
- 31 وفاة داخل الرحم!!!؟؟.
- 15 وفاة أثناء الولادة!!!!؟؟.
- 22 وفاة بعد الولادة!!!؟؟.
جاء هذا التوزيع التراتبي في سياق إثبات أن 75% من الوفيات تعتبر وفيات خارج نطاق التدخل الطبي، والـ25% المتبقية كانت نتيجة حالات مرضية أو عيوب خلقية.
لست هنا في مقام المحاكمة إثباتاً ونفياً، اتهاماً وتبرئة، تصديقاً وتكذيباً ولكنني ما زلت في مرحلة التساؤل بحثاً عن الأسباب وصولاً للعلاج.
على افتراض التسليم بما جاء في بيان الشئون الصحية فإننا مجتمعياً أمام مشكلة لابد أن نعترف بها، كما اعترفنا بوجود مرض يعرف بـ»كورونا» وسعينا إلى اجتثاثه من جذوره، والبحث عن أسباب وجوده، وتولت جهات بحثية متخصصة داخلية وخارجية سبر أغوار هذا الداء وصولاً للدواء، مع العلم أننا لو أخذنا الموضوع نسبة وتناسب لوجدنا موت المواليد في حائل أشد وأنكى من «كورونا»، إذ تذكر الإحصاءات الرسمية أن عدد الوفيات بسبب هذا الداء «كورونا منذ 22 شوال 1433هـ وحتى تاريخ كتابة هذا المقال الاثنين الماضي بلغ «289» مائتين وتسع وثمانين، في حين الحالات التي ذكرها بيان صحة حائل خلال ثلاثة أشهر فقط 151 «مائة وواحد وخمسين حالة وفاة».!!!؟؟؟
لا يوجد دين سماوي أو قانون أرضي اهتم برعاية وحماية ووقاية الإنسان منذ كونه نطفة بل قبل ذلك وحتى بعد دفنه جثة هامدة تحت الأرض مثل الدين الإسلامي الذي أمر الرجل بأن يختار زوجته بعناية تامة «ودود ولود» «تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس»، وحين يأتي أهله يكون الرجل على طهارة ووضوء فهو في عبادة لله، ويقول لحظة الجماع كما في البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني...»، فضلا عمّا هو معروف عند الفقهاء من حكم صيام الحامل والمرضع إذا خافتا على نفسيهما أو جنينيهما، وقل كذلك عن واجب الدولة في رعاية الصغار والاهتمام بهم عقدياً وجسدياً ونفسياً وتربوياً مما هو مبثوث في أمهات الكتب الفقهية، ولذلك فإن المنطق العقلي يقول إن الأطفال يحظون برعاية فائقة واهتمام كبير في البلاد التي تحكم بشريعة الإسلام وتطبق أحكامه ليس فقط من هذا البعد الديني فحسب بل من منظور إنساني ووطني ومجتمعي.
لقد حملني جمع من أبناء وأهالي المنطقة مسئولية إيصال صوتهم لمعالي وزير الصحة المكلف الذي انبرى مشكوراً لمرض الكورونا وحرص على القضاء عليه.. صغارنا يا صاحب المعالي في خطر حقيقي فضلاً عن كبارنا ومع كل الجهود التي تبذل من قبل سعادة مدير عام الشئون الصحية في المنطقة وزملائه الذين عرف عنهم التفاني والجدية والإخلاص إلا أن المنطقة في وضع صحي سيئ، وجزماً التقارير تبين والحالات تبرهن على أن الوضع في إطاره العام كما نعرف وربما أشد، ولا نبالغ إذا قلنا إننا وصلنا لدرجة لا يمكن تصور وجودها في بلد نفطي تولي القيادة الحكيمة حفظها الله ورعاها المواطن في جميع المناطق جل اهتمامها وعظيم رعايتها، ومن ساوره الشك فليعد ليقرأ أو ليسمع كلمات خادم الحرمين الشريفين المبثوثة هنا وهناك وفي أكثر من مناسبة، حفظ الله صغارنا وشفى كبارنا وحمى بلادنا ووقانا جميعا شر الأمراض والأدواء والأسقام وإلى لقاء والسلام.