قبل 4 سنوات نجحت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة القصيم في إنتاج أول فيلم سينمائي بمشاركة نائب أمير المنطقة، ولاعب نادي النصر آنذاك سعد الحارثي، وطفلة تؤدي دورا في الفيلم، ومشاركة صوتية للكاتبة والباحثة مشاعل العيسى!.
احتفلنا سوياً في مدينة بريدة بإطلاق فيلم «إنها الحياة»، كنت متفائلاً جداً حينها بأن هناك تغيراً قادماً باستخدام أدوات دعوية وإرشادية جديدة، ولكن الرئاسة العامة السابقة لم تعلق، فروع الهيئة في مناطق المملكة لم تقدم هي الأخرى عملاً سينمائياً مماثلاً، وكل المبادرات اللاحقة كانت محدودة ومتواضعة مقارنة بالانطلاقة الأولى أو باكورة الأعمال!.
بالطبع توقف الإنتاج منذ ذلك الحين، ولم يتم إطلاق أفلام شبابية شبيهة بفيلم «إنها الحياة», سوى بعض المخيمات الدعوية في الخُبر، وفي بعض المدن الأخرى ولكنها في نهاية المطاف ليست إنتاجاً، بقدر ما كانت تجمعاً لمشاهدة مرئية محدودة،حتى ظننت أن فكرة استخدام السينما تم استبعادها كلياً من العمل الدعوي في الهيئة، ولكن الأمل تجدد مع أنباء تحضير الهيئة لتدشين «مهرجان الأفلام الدعوية» وفقاً - لصحيفة الحياة - والذي يقال إنه سيُدشن بالرياض قبل موسم الحج لهذا العام!.
هذا المهرجان يجب أن ينظم وفق أرقى المستويات لفن صناعة وعرض الأفلام السينمائية، ويجب أن يقدم بالطريقة السينمائية المشوقة، والتي تقدم بها الأفلام الهوليودية، لأن المادة الإسلامية المرئية لا تقل أهمية عن المادة الفنية، فهي عنصر جذب ورسالة مباشرة مستدامة وعصرية لتقديم الدعوة بلغة تفهمها الشرائح الشبابية المعاصرة!
لا نريد أن تقتل الفكرة في مهدها بتقديم عمل رتيب وتقليدي، فالفرصة لتجديد الخطاب الدعوي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بهذه الوسائل - غاية في الأهمية - وأرجو أن توفق الهيئة ومعالي رئيسها الفاضل الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ في تقديم رسالة جاذبة ومؤثرة في المجتمع، لتحقيق الآمال والطموحات من تدشين مثل هذه الخطوة الدعوية الرائعة!.
وهنا أدعو رئاسة الهيئة الموقرة، أن تستعين بعدد من الشباب المبدعين في فن صناعة الأفلام والتنظيم لهذا الحدث من خارج الهيئة، وتكتفي هي بمراقبة المحتوى، لكون الشباب هم الأقدر والأقرب على جذب قرنائهم الآخرين لهذا التجمع الدعوي الفريد، بلغة عصرية سينمائية!.
وعلى دروب الخير نلتقي.