أكد مصدر أمني أن إرهابياً قتل فجر أمس الاثنين على يد قوات الأمن والجيش الوطني على الحدود مع الجزائر وتحديدا في مدينة عين دراهم من محافظة جندوبة مضيفا ان الأمن والجيش مازالا يطوقان باقي عناصر الخلية الارهابية في مدينة عين دراهم، مؤكدا انه حسب المعطيات الأولية فان عدد عناصر الخلية 15 إرهابيا.
وغير بعيد عن المكان، عاشت منطقة ريفية من محافظة جندوبة نفسها، ليلة رعب بأتم معنى الكلمة حيث تبادلت قوات الأمن اطلاق الرصاص مع مجموعة ارهابية مسلحة ظلت لمدة غير معلومة متحصنة باحد الجبال هناك.
وكان احد السكان قد أبلغ الأمن ان عددا من العناصر الإرهابية اتصلوا بعائلته هناك طلبا للمؤونة الغذائية، فقامت قوات الأمن والجيش بنصب كمين تفطن له الإرهابيون بفضل امتلاكهم معدات كشف ليلية متطورة جدا مما جعلهم ينجون في تفادي الفخ، عندها اضطر الأمنيون الى القيام بعملية تمشيط للمنطقة جرت خلالها مواجهات عنيفة بين الطرفين حيث القت الجماعة المسلحة قنابل يدوية على الدورية الأمنية التي ردت باطلاق وابل من الرصاص فرت على اثره العصابة الإرهابية الى الجبل متخفية بالظلام المسيطر على المكان. ووصلت تعزيزات امنية وفرق مختصة في مكافحة الإرهاب مدعمة بمدرعتين حديثتين من نوع «كوربي» وطائرة مروحية وطائرات الهيليكوبتر الى الجهة في محاولة لكشف مخابئ الإرهابيين واجلاء العائلات التي تقطن في محيط المواجهات لحمايتها من كل طارئ.
وفيما لا تزال الأبحاث المتعلقة بملابسات هجوم المجموعة الإرهابية التي اغتالت الأربعاء 4 من حراس منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو، لم تكشف عن كافة اسرارها، اكدت مصادر أمنية بان عدد الارهابيين بجبل السلوم التابع لمحافظة القصرين الجنوبية يبلغ حسب المعطيات الأولية المتوفرة للجهات الأمنية 40 ارهابيا، نزل 30 منهم لتنفيذ الهجوم الارهابي على منزل بن جدّو في حين بقيت العناصر الأخرى متحصّنة بالجبل تحسّبا لأي ردّة فعل من قوات الأمن وعناصر الجيش الوطني.
ووفقا لذات المصادر، فانّ ارهابيي السلوم يتزعّمهم 5 جزائريين شارك منهم ثلاثة أشخاص في عملية الهجوم على منزل بن جدّو في حين بقي العنصران الآخران متحصّنين في الجبل، وقد تمّ تدريب هذه المجموعة تدريبا عسكريا عن طريق أحد القادة الذي كان يقاتل لسنوات في أفغانستان قبل أن يلتحق بما يسمّى «بتنظيم القاعدة في المغرب «. وتشير المعطيات الأولية الى ان التخطيط لاستهداف منزل وزير الداخلية انطلق قبل شهر، حيث تمّت مراقبة تحركات عدد من أفراد العائلة وخاصة شقيق بن جدو، غير أن الاطاحة بخلايا ارهابية في مدنين جعلت المجموعة الارهابية تقرّر تأجيل العملية التي كان الهدف منها تهديد الوزير بالأساس. كما ألقت الوحدات الأمنية بنابل ، القبض على شخصين محسوبين على تيار أنصار الشريعة المحظور وبحوزتهما بدلات عسكرية نظامية واسلحة بيضاء الى جانب كتب دعوية تحرض على العنف، وهما تجار ملابس مستعملة يعملان بأحد الأسواق بالجهة.
وكان المرصد التونسي للأمن الجمهوري والمواطنة اعرب الأحد ، إثر معاينة اعضائه لمسرح العملية الإرهابية التي استهدفت منزل وزير الداخلية، عن قلقه الشديد لما وقف عليه من حقائق مفزعة سواء على مستوى الأمن العام بالمدينة أو الطرق المتبعة في التعامل مع ملف الإرهاب أو ما هو متعلق بالعملية الإرهابية في حد ذاتها.
وأكد المرصد ان الوضع كارثي مقارنة بحجم التهديدات ، مشيراً إلى وجود سلبيات كثيرة في التعاطي مع ملف الإرهاب بالإضافة إلى مغالطة الرأي العام والتسويق لصورة مخالفة تماما للواقع.
وأضاف المرصد بأنه تولى تسليم كل ما بحوزته من معلومات إلى سلطة الإشراف على أمل أن تتخذ الإجراءات العاجلة والكفيلة بالقضاء على الإرهاب بعيدا عن كل الحسابات السياسية والمصالح الحزبية، محذراً من انه في صورة عدم التعامل بالجدية المطلوبة مع ما تمّ التوصل إليه من حقائق تبقى جميع الفرضيات واردة وسيتخذ المرصد على أساسها القرارات المناسبة للدفاع عن الوطن. ولأنه من الطبيعي ان تكون للعملية الإرهابية الأخيرة تداعيات على قطاع السياحة التونسية ، فلم يفاجأ التونسيون بتصريح رضوان بن صالح رئيس الجامعة التونسية للنزل الذي قال بان تأثيرات أحداث القصرين ستكون سلبية على السياحة، حيث ابرز أنّ هذه التداعيات لن تكون حينيّة بل ستظهر على المدى المتوسّط ، من ذلك انه توقّع أن تلغى بعض الحجوزات من قبل السّوق الفرنسية.