عبر تقدم تكنولوجي هائل قدمت مجموعة (إيرباص) الأوروبية أول نموذج لطائرة تجارية تعمل على الكهرباء ! وقامت برحلتها الأولى في مدينة بوردو في فرنسا. ويبلغ طولها 6,7 متر، والمسافة بين الجناحين 9,5 متر، والطائرة مصنعة من ألياف الكربون ومزودة بمحركين يتم تغذيتهما ببطاريات «إيون الليثيوم بوليمر» بقوة 250 فولت. ويمكن لهذه الطائرة النموذج التحليق بسرعة 220 كلم / ساعة، بما يعني أنها تناسب الرحلات القصيرة التي تبلغ أقصى مدى لها بين 45 دقيقة وساعة فقط وتحمل مائة راكب.
وبرغم أن هذا النموذج يعد في مراحل التجارب التكنولوجية؛ إلا أنه يمثل بحق (طفرة جديدة في الطيران المدني) حيث إن هذه التكنولوجيا ستساعد على الحد من استخدام النفط لتشغيل الطائرات وهو ما سيشجع المجموعة على العمل الدؤوب في الأعوام المقبلة لإنتاج أجيال متتالية من الطائرات الكهربائية ذات الحجم الأكبر.
واحتفائي بهذه الطائرة (النظيفة) لارتفاع مستوى الأمان فيها بسبب ضعف احتمال الانهيار الميكانيكي وقلة خطر اندلاع النيران في حالات الحوادث أو السقوط، كما أنها تحدث ضجيجاً أقل من الطائرات التقليدية، بالإضافة إلى أنها صديقة للبيئة بسبب عدم إطلاقها للغازات الدفيئة، وهو ما سيساعد على خفض انبعاثات الطائرات من أثر الوقود، وهذا بلا شك يدخل ضمن سياسة الحفاظ على البيئة التي دمرها التلوث، فضلا أن تلك الطائرة ستقلل من استهلاك النفط ؛ ذلك الوقود التقليدي بتكلفته العالية، مما سيساهم في تخفيض كلفة السفر لاسيما للدول غير المنتجة للنفط.
وطالما نجح فريق إيرباص للطائرات في تطويع التكنولوجيا الكهربائية للحفاظ على البيئة وخدمة الناس وهم في الجو؛ فإننا نأمل أن تتواضع تلك الخدمة الكهربائية وتنزل للأرض كوقود للسيارات مستقبلا بدلا من اعتمادها على البنزين أو الديزل الخانق، برغم أننا -أحيانا- نعاني من انقطاع الكهرباء في منازلنا، ولكنه أكثر أمنا وأشد نظافة وأقل تكلفة. ولعلنا نستفيد من الشمس الساطعة في بلادنا لتكون وقودا نظيفا لسياراتنا وطائراتنا، بل وحتى لطبخ طعامنا وحفظه من الفساد، وكذلك لتسخين مياهنا وتبريدها.
وكلما كان العقل البشري يفكر، وسواعد العلماء تعمل لصالح البشرية جمعاء دون تفرقة أو تمييز، فإن الإنسانية بخير ونماء وتطور، وسعادة وراحة.
تحية لتلك العقول البارعة، ومباركة لشركة إيرباص، عملاق صناعة الطائرات.