يحق لي أن أفخر بسعوديتي، بل بعروبتي، بل بإنسانيتي وقبل ذلك كله (بإسلامي)، الله عليك أيها المجتمع الصالح الفريد، ما أجمل الصلة بالله، ما أجمل النخوة، ما أجمل التكاتف، ما أجمل التواد والتراحم؟!
تغريدات (إبراهيم المشلول) في مستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض، حركت المياه الراكد، أيقظت الضمائر المشغولة، أعادت السعوديين وكل من يعيش على أرضهم من أشقائنا العرب إلى أصلهم الحقيقي، قصة واقعية، تلقائية غير مزيَّفة، تُسطَّر بماء من ذهب، ويجب أن تترجم وتنقل لكل المجتمعات العالمية، وبمختلف اللغات ليعلم العالم جانباً من حقيقة السعوديين.. فماذا فعل إبراهيم لمن لم يسمع بالقصة؟!
إبراهيم 24 عاماً أصيب بشلل نتيجة حادث، ويرقد منذ 3 أشهر في الجناح رقم 21 غرفة رقم 3 بمستشفى الملك خالد الجامعي، انقطع عنه العالم، ولم يزره أحد من أهله لانشغالهم بحياتهم اليومية، سوى أخته التي تزوره كل جمعة، بينما هو يتقطع من الألم والحسرة عندما يسمع أصوات الزوار لمجاوريه في الغرفة!
قرَّر إبراهيم التحدث إلى كل السعوديين عبر تويتر لعل أحداً أن يسمع (أنينه) وأطلق تغريدات متتابعة تحمل الألم والحسرة يقول (تدرون ما فيه أحد زارني، حتى إخواني وأبوي ولا أحد، اللي جنبي كل شوي تجيهم زيارة، وأنا لا أحد، زوروني ستجدون الله عندي، وتكسبون الأجر)!
وأتبعها بأخرى وثالثه كلها تقول (أختي فقط تزورني كل جمعة، أتمنى من اللي يعرفني أو من لا يعرفني يزورني، مليت من انتظار أحد يزورني ...)!
وما هي إلا (ساعة واحدة) حتى امتلأ الممر والجناح الخاص بإبراهيم، بكل شرائح المجتمع السعودي، وإخواننا العرب من كل الجنسيات، وانهالت التبرعات من عدد من الأمراء ورجال الأعمال لعلاج إبراهيم، هناك من تبرع بنصف مليون، وهناك من تبرع بمائة ألف، ليشعر إبراهيم بسعادة بالغة، وهو يرى المجتمع كله يستجيب لندائه، واستغاثته!
القصة لم تنته، وفصولها بدأت للتو، فلك الله يا إبراهيم أدخلتنا في اختبار إنساني، وتحد حقيقي لمعرفة قيمنا في هذا العصر، ما أعجبني يوم أمس أن مجموعة من الشباب قرَّروا زيارة مرضى آخرين في المستشفى بعد زيارة إبراهيم، وهذا هو الدرس الأهم!
قصة إبراهيم تستحق أن تُروى إخبارياً، وعلى منابر الجُمع، ودرامياً، وفنياً.. لكل العالم!
وعلى دروب الخير نلتقي.