قصة مذهلة نشرتها (الديلي ميل) الجمعة عنونتها ( بالطفل الذي رفض الموت )، كناية عن معركة خاضها الرضيع (فين جونز) بعد ولادته بساعة واحدة، لوجود قصور ومضاعفات في القلب!.
الصغير خضع لخمس عمليات إنقاذ، واحدة للقلب، وثانية لنقص الأكسجين في الدم، والثالثة لوجود مشاكل في رئتيه وجهازه الهضمي .. الخ من المشاكل الصحية المعقّدة، ومعها اعتقد الأطباء ووالدا (فين) أنه لن يخرج من كل هذه العمليات أبداً، مع ضعف جسمه ومناعته، ولكن الصحيفة نشرت بالصور سلسلة الأحداث التي مر بها الصغير في غرف العمليات والعناية المركزة، خصوصاً عندما أخبر الأطباء الأم والأب أنهم فعلوا كل ما يجب، وعلى العائلة تقبُّل التطورات؟!.
الطفل خالف كل التوقعات، وتشبّث بالحياة، متجاوزاً كل هذه الصعوبات الطبية وآثارها، وهو اليوم في منزل والديه، لا أحد يصدق أن الطفل الرضيع المبتسم بين يدي أمه، واجه كل هذه الأزمات في أيامه الأولى، الأطباء يعتقدون أنّ الرغبة في البقاء لدى الصغير ساعدته كثيراً، وهو أمر يفتقده بعض الكبار والبالغين!.
معظم الدراسات الغربية والعربية تؤكد الأثر النفسي المحيط على خطة علاج المريض، وأنّ الجسم قد يترجم ويستجيب لرغبة المريض في الشفاء، بينما رفض الشفاء (نفسياً) قد يكون نتيجة - كارثية - مهما كان العلاج فعّالاً!.
هل نحن بحاجة (لثقافة الأطفال وحبهم للحياة) حتى نتخلّص بإرادة الله من الأمراض؟!.
أعتقد أن التفاؤل والثقة بالله ثقافة يجب أن تسود في المستشفيات، ويجب على الأطباء شرح أهمية هذا الأمر للمرضى، وعائلاتهم ، ومحيطهم القريب!.
للأسف لدينا ثقافة اجتماعية صادمة في مثل هذه المواقف، يجب أن تتغير خصوصاً عند زيارة المريض، فكيف يمكن أن يتجاوز مريض صعوباته، وهناك من ينظر إليه نظرة الوداع؟! ويذكّره أنّ هذا السرير أو الغرفة المجاورة كان بها (فلان) رحمه الله، وكأنه يقول لمن حوله (رفيقكم موات)!.
بل هناك من (يوش وش) مع أقرباء المريض وهو يرمقه بعينه: (قريتو عليه)؟ (الرجال مختلف)؟! حسبي الله ونعم الوكيل، الله يعوضه خيراً، ويحسن خاتمتنا جميعاً!.
هنا قد (ينجلط المريض) خوفاً من هذه الثقافة التي تمارس تحت بند (التراحم وزيارة المرضى)، رحمة الله واسعة يا جماعة، أليس في (الرضيع) أعلاه عبرة!.
وعلى دروب الخير نلتقي.