أكثر مكان تتردد فيه العبارة أعلاه، عند التعليق على مباريات كرة القدم، وقيمة المدربين ترتفع وتزداد عادة مع اكتشاف المواهب الجديدة، والزج بالدماء الشابة ضمن عناصر الفريق!.
قضية «الدماء الشابة» تُشكِّل قلقاً للكثير من المديرين في الشركات والمصالح الحكومية، خوفاً بالطبع من التغيير المفاجئ، لذا يعجبني «المدير العجوز» الذي يغيّر ويبدّل بشكل مستمر، وتدوير من يقربون من عمره إلى أماكن بعيدة، ليزج بالشباب في المقابل، ليس لإعطائهم الفرصة للنجاح والتغيير، بقدر ما هو البعد عن بند الاستعانة «بالدماء الشابة» الذي قد يطاله هو شخصياً، أو رغماً عنه؟!.
نحن كمجتمع نكسب من مثل هذا التوجه، فالمؤسسات الناجحة تعتمد عادة على مزيج من «الشباب والخبرة»، لأنه لا يمكن لأي منهما أن يستغني عن الآخر إذا ما أرادا النجاح سوياً، وهذه فلسفة لا يفهمها الكثيرون للأسف، وربما هي السبب في اندلاع حرب خفية وغير مُعلنة، بين أفكار «كبار السن والشاب» في الكثير من أماكن العمل، وهو ما يُؤخر الإنجاز ويحوّل بيئة العمل إلى أرض معارك وصراع بين الأفكار وطرق الإدارة؟!.
حولنا دول عديدة غيّرت من مفهوم «الدماء الشابة» عبر الحفاظ على نسبة من «كبار السن» في أماكنهم القيادية، بشرط تقبلهم لفكرة التطوير والتغيير، وذلك من خلال منحهم مدة زمنية محددة للتكيُّف مع متطلبات التكنولوجيا والتقدم، لتصبح الخبرة متوافقة مع رؤية وروح العصر!.
هذا المفهوم لا يقتصر على الإدارة فقط، ونجاحه مضمون حتى علمياً وطبياً، فقد أثبت فريق علمي أمريكي في دراسة نشرها «يوم الأحد» الماضي، أن الدماء الشابة تعيد الحياة للكهول؟!.
قديماً كان هذا الأمر ضرباً من ضروب الخيال، وإن كانت العرب تصف الكهل المتجدد بأن «قلبه أخضر»، كناية عن تشببه، إلا أن التجارب العلمية دللت على ذلك مخبرياً، وإن لم تطبق على الإنسان بعد، وفيها توصل العلماء إلى أن التبرع «لكبير السن» عند الحاجة «بدم شاب» يؤدي لنتائج مذهلة، تتمثّل في إزالة أوجه القصور المرتبطة «بتقدم العمر»، والذاكرة، وتجديد الخلايا العصبية، وقدرة المخ على التطور والبناء أكثر!.
هذا الاكتشاف العلمي الخطير، قد يغيّر مفاهيم كثيرة من حولنا مستقبلاً، ومنها تحديد سن التقاعد طالما أن «الدماء»، ستظل «شابة»؟!
وعلى دروب الخير نلتقي.