هزَّت سلسلة تفجيرات إجرامية مناطق مختلفة من العاصمة العراقية بغداد في أحدث حلقة من حلقات مسلسل الانهيار الأمني الذي تشهده المدينة بين الحين والآخر، فقد ضربت موجة تفجيرات بلغت عشر سيَّارات مفخخة جنوبي العاصمة بغداد وشرقها ضمن سلسلة تفجيرات إجرامية ضربت مناطق متفرِّقة مخلفة عشرات الضحايا بلغوا 60 قتيلاً وجريحًا غالبيتهم من المدنيين.
وكانت مصادر أمنيَّة ومسعفون قد أفادوا عن أن 50 شخصًا سقطوا بين قتيل وجريح والحصيلة الإجماليَّة لانفجار سيَّارات حصيلة انفجار سبع سيَّارات في مناطق مدينة الصدر، والبلديات، وحي أور، ومجمع مشن التجاري، فيما بلغت حصيلة الانفجار الثامن في منطقة الدورة جنوبي بغداد أربعة جرحى فيما قتل شخص وأصيب ستة آخرون حصيلة الانفجار التاسع في منطقة المعامل شرقي العاصمة، وكما أصيب شخصان بالانفجار العاشر في حي العامل جنوبي العاصمة وبهذا تكون الحصيلة الإجماليَّة للقتلى والجرحى جراء الانفجارات العشرة التي كانت جميعها بسيَّارات مفخخة قد بلغت 63 شخصًا.
من جهتها أكَّدت وزارة الداخليَّة العراقية أن 42 شخصًا سقطوا بين قتيل وجريح بثمانية تفجيرات بسيَّارات مفخخة ضربت مناطق متفرِّقة من العاصمة بغداد.
وقال المتحدث باسم عمليات بغداد العميد سعد معن في بيان: إن العاصمة بغداد شهدت اعتداءات إرهابية راح ضحيتها خمسة قتلى وسبعة وثلاثين جريحًا. وأضاف معن أن «الاعتداءات ضربت مناطق الشعب وحي أور والبلديات بتفجير مزدوج قرب مديرية المرور، في حين ضربت مدينة الصدر ثلاثة تفجيرات إرهابية.
كما شهدت منطقة الكرادة اعتداءً إجراميًّا في ساحة عقبة بن نافع، مشيرًا إلى أن «هذه التفجيرات كانت بسبب ركن العجلات داخل الأزقة ومرائب السيَّارات».
ومن جهة أخرى أفاد مصدر أمني بمقتل وإصابة 13 من رجال الجيش والشرطة، إثر استهداف انتحاري بسيارة مفخخة نقطة تفتيش مشتركة في قضاء الطارمية، شمالي بغداد.
ويذكر أن الأوضاع الأمنيَّة في العاصمة بغداد، تشهد توترًا منذ منتصف العام الماضي 2013م، إِذْ أكَّدت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، في الأول من أيار 2014م، أن شهر نيسان الماضي، شهد مقتل وإصابة 2296 عراقيًّا، في حصيلة هي الأعلى منذ مطلع العام الحالي 2014م، فيما أكَّدت أن السلم الاجتماعي لا يمكن تعزيزه من دون «عمليات أمنيَّة فعّالة ومشاركة سياسيَّة وسياسات اجتماعيَّة شاملة».
من جهة أخرى أفاد مصدر في شرطة محافظة صلاح الدين أن حصيلة تفجير السيارة المفخخة داخل مرآب مستشفى قضاء بلد، جنوب تكريت (170 كم شمال بغداد)، ارتفعت إلى 20 قتيلاً وجريحًا وتعد محافظة صلاح الدين ومركزها مدينة تكريت، من المناطق الساخنة التي تشهد أعمال عنف مستمرة، فضلاً عن كونها من المناطق التي تشهد حراكًا جماهيريًّا مناوئًا للحكومة.
وفي الفلوجة أفاد مصدر طبي أن طوارئ مستشفى الفلوجة التَّعليمي استقبل 5 جرحى سقطوا جراء القصف على عدد من أحياء المدينة، كما دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات الجيش في منطقة (السجر) شمال المدينة واستمر الاشتباك لساعات استخدمت فيه أسلحة مختلفة وفيما تزال قوات الجيش تحاول دخول المدينة من منطقة السجر وسط اشتباكات عنيفة مع المسلحين، مشيرًا إلى أن طيران الجيش يشارك في العملية، حيث قصف العديد من المنازل المحاذية للطريق الدولي السريع، والحق أضرارًا مادية جسيمة بها.