فاصلة: ((من يتمتع بجمال النفس ليس مزعجاً لا بالنسبة إلى نفسه ولا بالنسبة إلى الآخرين)) - حكمة عالمية -
لطالما تعجبت من الذين يحملون درجات عليا في التعليم الأكاديمي ويسلكون سلوكيات سلبية لا تتوافق مع درجة التعليم المرتفعة، ولطالما تساءلت ما هو الوعي وكيف أستطيع أن أكون واعية؟
لم يكن يقنعني تعريف القواميس بأنّ الوعي هو الفهم وكلما زاد المرء علماً وفهماً ازداد وعياً، وقرأت كثيراً في الوعي الاجتماعي وما كنت لأستطيع أن أفهم كيف يصبح المرء واعياً، حتى استمعت إلى حلقات المدربة في التنمية الذاتية المبدعة «رهام الرشيدي» «تعرّف عليك» في قناتها في موقع اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=_CLDqv2QahI
هذه الحلقات استطاعت أن تجيب على كافة أسئلتي حول الوعي وتكوينه، بل وكيفية رفعه إلى أعلى المستويات لحياة أفضل.
الوعي هو الإدراك وتشمل حالة الإدراك الذاتي هذه كلاً من الأفكار، والمشاعر.
لكننا لا نفهم الوعي إلاّ بارتباطه بالعلم الذي هو في المؤسسات التعليمية والثقافية، وهنا سبب الإشكالية لأننا بالفعل لم نتعرّف على ذواتنا لا نعرف أنفسنا، معظم الناس في مرحلة الوعي الأولى بالذات، فإذا سألته من أنت أخبرك عن اسمه وعائلته ووظيفته وممتلكاته المعنوية والمادية، لكنه لا يعرف مشاعره ولا يعرف أفكاره وبالتالي فهو غير واعٍ لنفسه.
الوعي الحقيقي ليس فيما نقرأه من كتب أو فيما نحصل عليه من درجات في السلك التعليمي بل فيما نعرفه عن أفكارنا بالتحديد التي تحدد سلوكياتنا وبالتالي تحدد حياتنا إذا كانت حياة طيبة وكريمة أو حياة شاقة.
نحن لسنا أفكارنا، وبإمكاننا تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية، المسألة تكمن في قدرتنا على معرفة أفكارنا أولاً مراقبتها والتعرف عليها حتى نستطيع تغييرها إلى ما نريد.
ربما يبدو حديثي عن الوعي تنظيرياً، لكنني أجزم بأنّ الخطوة الأساسية للتغيير هي الوعي بالذات وكثير من مصاعبنا في الحياة هي بسبب انشغالنا عن أنفسنا بكل شيء لا يرتبط بالوعي، ننشغل بنجاحاتنا وطموحاتنا أو بالآخرين ومشكلاتهم أو بالعالم وحروبه ولكن أنفسنا لا نعطيها وقتاً لنتعرف عليها وكأنها لا تعنينا في شيء، حتى أنه لو استوقفنا أحد ما بسؤالنا عن أنفسنا السؤال التقليدي البسيط من أنت؟
لوجدنا أننا نقول ما نمتلكه فقط من مكتسبات مادية أو معنوية في الحياة وليس ما نشعر به أو نفكر فيه، مع أنّ المشاعر والأفكار هي نواة الوعي بالذات والوصول إلى مرحلة الوعي الخالص والسلام.